172

মিনহাজ আল-আবিদিন

منهاج العابدين

জনগুলি

============================================================

وأعجب منه قوله تعالى : من خشى الرحمن بالغيب}، علق الخشية باسم الرحمن دون أسم الجبيار والمنتقم والمتكبر ونحوه ؛ لتكون الخشية مع ذكر الرحمة، فلا تكون الخشية تطير قلبك بمرة، فيكون تخويفا في تأمين، وتحريكا في تسكين ، كما تقول : أما تخشى الوالدة الرحيمة؟ أما تخاف الوالد الشفيق؟ أما تحذر الأمير الكريم ؟ والمراد من ذلك أن يكون الطريق عدلا ، فلا تذهب إلى أمن ولا قنوط.

جعلنا الله وإياكم من المتدبرين لهذا الذكر الحكيم ، العاملين بما فيه ، إنه الجواد الكريم.

الأصل الثاني : في أفعاله ومعاملاته.

أما من جانب الخوف : فاعلم أن إبليس عبد الله ثمانين ألف سنة، فلم يترە فيما قيل- موضع قدم إلا وسجد لله تعالى فيه سجدة، ثم ترك له أمرا واحدا فطرده عن بايه ، وضرب بوجهه عبادة ثمانين ألف سنة ، ولعنه إلى يوم الدين، وأعد له عذابا أليما أبد الأبدين.

حكى روي : (أن الصادق الأمين صلوات الله عليه وسلامآه رأى جبريل عليه السلام متعلقا بأستار الكعبة وهو يصرخ وينادي: إللهي وسيدي؛ لا تغير أسمي ، ولا تبدل جسمي)(1) .

ثم آدم صلى الله عليه وسلم، صفئه ونبئه الذي خلقه بيده، وأسجد له ملائكته ، وحمله على أعناقهم إلى جواره، أنبسط فأكل أكلة واحدة لم يؤذن له فيها، فنودي : (ألا لا يجاورني من عصاني)(2) ، وأمر الملائكة الذين حملوا سريره يزجونه من سماء إلى سماء، حتى أوقعوه بالأرض ، ولم تقبل توبئه - فيما روي - حتى بكى على ذلك مثتي سنة(2)، ولحقه من الهوان والبلاء ما لحقه، وبقيت ذريثه في تبعات ذلك إلى الأبد .

পৃষ্ঠা ২০৬