============================================================
قال أبو علي الروذباري رحمه الله: الخوف والرجاء كجناحي الطائر إذا استويا استوى الطير وتم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت؛ وهذا الذي ذكره الشيخ موافق لما روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: لو نودي في المحشر: إن واحدا يدخل الجنة لأرجو أن اكون أنا، وإن قيل: إن واحدا يدخل النار أخاف أن أكون أنا. وقال بعضهم: ينبغي أن يكون الرجاء غالبا للحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاءه(1)، وقال بعضهم: الأولى أن يكون الخوف غالبا عند الشباب والصحة، والرجاء حال الكبر والمرض، لقوله عليه الصلاة والسلام قيل موته بثلاث: للا يموتن أحذكم إلا وهو يحسن الظن بربه"(2).
هذا، وكل واحد إذا خفته هربت منه إلا الله تعالى، فإنك إذا خفته هربت إليه، فالخائف هارب من ربه إلى ربه كما يشير قوله تعالى: ففژوا (1) (أنا عند ظن عبدي) البخاري، توحيد 15، مسلم، توبة. وفيه: (إن ظن پي خيرا فله)، ورواه أحمد 261/3.
(2) (لا يموتن أحدكم إلأ وهو يحسن الظن بربه) مسلم. قال جابر رضي الله عنه سمعت رسول الله ة يقول قبل موته بثلاث : (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه)، قال العلماء ينبغي على المؤمن آن يغلب جانب الخوف من الله تعالى في حياته، ويغلب جاتب الرجاء عند حضور آجله. انظر: كتاب استحالة المعية بالذات ص 78، للشيخ المحدث محمد الخضر الجكني الشنقيطي توفي
পৃষ্ঠা ২৭৩