============================================================
فلا نسميها آيات ولا كرامات، وللكن نسميها قضاء حاجات لهم، وذلك لأن اللله تعالى يفضي حاجات أعدائه اشتذراجا وعقوبة لهم،.....
(فلا نسميها)، أي تلك الخوارق (آيات)، أي معجزات، لأنها مختصة بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام (ولا كرامات)، أي لاختصاصها بالأصفياء (ولكن نسميها قضاء حاجات لهم)، أي للأعداء من الأغبياء أعم من الكفار والفجار.
(وذلك)، أي ما ذكر من أن خوارق العادات قد تكون للأعداء على وفق قضاء الحاجات (لأن الله تعالى)، أي لعموم كرمه وجوده في عباده (يقضي حاجات أعدائه استدراجا)، أي مكرا بهم في الدنيا (وعقوبة لهم) في العقبى ، كما قال الله تعالى: سنستدرجهم من حيث لا يعليون ) (الأعراف: 182]، أي سنستدنيهم وسنقربهم إلى العقوبة والنقمة والعذاب ال والهلاك قليلا قليلا بإكثار النعمة وإطالة المدة ليتوهموا أن ذلك تقريب اا من الله وإحسان، وإنما هو تبعيد وخذلان، ففي الحديث: "إذا رأيت الله عطي العبد ما يحب من النعمة وهو مقيم على المعصية، فإنما ذلك استدراج"(1)، ثم تلا هذه الآية: فكما نسوا ما ذكروا يوه فتحنا عليهة أبواب كل ش، أي من أنواع النعم استدراجا لهم وامتحانا لهم: ح إذا فرحوا بما أوتوا لخذنهم بغتة فإذا هم ثلشون) [الأنعام : 44]، أي متحيرون ايسون، لأن العقوبة فجأة في حال النعمة أشد منها في العقوبة، فتكون (1) (إذا رأيت الله يعطي العبد وهو مقيم على معصيته)، رواه أحمد. والطبراني، والبيهقي في شعب الإيمان. انظر: الفتح الكبير 112/1.
241
পৃষ্ঠা ২৪৩