============================================================
أن مرتكب الكبيرة يخرج عن الإيمان ولا يدخل في الكفر، فيثبتون المنزلة بين الكفر والإيمان مع اتفاقهم على أن صاحب الكبيرة مخلد في النار.
وأما ما روي عن أبي حنيفة رحمه الله أنه قال لجهم(1): اخرج عني يا كافر، فمحمول على التشبيه.
ثم في بسط الإمام الكلام على نفي تكفير أرباب الاثام من أهل القبلة ال ولو من أهل البدعة، دلالة على أن سب الشيخين ليس بكفر كما صححه أبو الشكور السالمي في تمهيده، وذلك لعدم ثبوت مبناه وعدم تحقق عناه فإن ست المسلم فسق كما في حديث ثابت - هو حديث مسلم: لاسباب المسلم فسوق وقتاله كفر"(2)، وحينئذ يستوي الشيخان وغيرهما في الحكم، ولأنه لو فرض أن أحدا قتل الشيخين بل والختنين بوصف الجمع لا يخرج عن كونه مسلما عند أهل السنة والجماعة؛ ومن المعلوم أن السب دون القتل، نعم لو استحل السب أو القتل فهو كافر لا محالة، وعلى تقدير ثبوت الحديث فيجب أن يؤول كما أول حديث: لامن ترك الصلاة متعمدا فقد كفر"(3) .
(1) قال أبو حتيفة لجهم: قال أبو حنيفة : ما لقيت فيمن لقيت اكذب من جابر الجعفي، ما أتيت بشيء إلا جاء فيه بأثر. التهذيب 42/1، ومقاتل بن سليمان.
هذا افرط في النفي وهذا أفرط في التشبيه. انظر الجواهر المضية، للقرشي 31/1. وقال: قاتل الله جهم بن صفوان.
(2) (سباب المسلم فسوق)، البخاري، إيمان 36، مسلم، إيمان 116.
(3) (من ترك الصلاة متعمدا كفر)، الدارمي 29 (بين الرجل والكفر ترك الصلاة) =
পৃষ্ঠা ২১৩