============================================================
غير مأخوذ من شيء ، وهو التحقيق الذي دلت عليه الاثار، وقوله تعالى : إلا إبليس كان من الجن} وزعم أن نوعا من الملائكة يسمون بذلك. . ليس في محله؛ لتوقفه على صحة خبرية : أن إبليس أبو الجن ، كما أن آدم أبو البشر، وأنه لم يكن من الملائكة طرفة عين، وأن المصحح للاستثناء في الاية التغليب؛ لكونه كان فيهم، أو هو منقطع وفي خبر مسلم : خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم "(1)، وظاهره : أن عنصرهما متمحض من النور والنار، وقيل : بل هما من العناصر الأربعة كالثالث (2)، وإنما غلب عليهما ذلك، وزعم تأويل الأولين (3) بأنه على التمثيل. . ليس في محله ؛ لأنه يلزم عليه أن الثالث كذلك ، ولأن مدار المعتزلة على هذذه الطريقة، فإنهم أولوا أحاديث السؤال في القبر وعذابه والصراط والميزان والحوض والشفاعة ودابة الأرض ونحوها، ولم يبالوا بمنابذتهم للسنة الغراء قبحهم الله تعالى: (إذ وضعته) أي : وقت وضع أمه له (وشفتنا) أي: أفرحتنا وأسرتنا، أو من الشفاء ؛ لأنها رقية، والرقية كثيرا ما يحصل بها الشفاء ؛ لأن قولها الاتي يشفي العليل ويبرد الغليل (بقولها الشفاء) بالفاء المشددة، وهي آم عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة رضي الله تعالى عنهم بنت عمرو بن عوف.
وقولها هو ما أخرجه أبو نعيم عن ولدها عبد الرحمن عنها قالت : (لما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقع على يدي فاستهل فسمعت قائلا يقول: رحمك الله ورحمك ربك، قالت الشفاء : (وأضاء لي ما بين المشرق والمغرب حتى نظرت إلى بعض قصور الروم، قالت : ثم ألبسته وأضجعته، فلم أنشب أن غشيتني ظلمة ورعب وقشغريرة، ثم غيب عني فسمعت قائلا يقول : آين ذهبت به ؟ قال : إلى (1) ملم (2996).
(2) المراد بالثالث : آدم عليه الصلاة والسلام: (3) أي : تأويل كون الملائكة من النور بالإشراق، وتأويل كون الجن من النار بالقوة وسرعة التنقل:
পৃষ্ঠা ৬৩