============================================================
بطريق الاستقلال لا التبعية؛ إظهارا لمزيد كرامته على ربه: واختلفوا في عام ولادته صلى الله عليه وسلم، فالأكثرون: أنه عام الفيل، بل حكي الاتفاق عليه، والمشهور: آنه ولد بعده بخمسين يوما، ووراء ذلك أقوال اخر: خمسة وخمسون شهرا، آربعون، عشر سنين، خمس عشرة سنة، وآيد كونه بعده بأنه إرهاص لنبوة هلذا الذي ولد بمكة، ومقدمة لظهوره، وفي مكانها، والصواب: أنه بمكة، قيل: بالشعب، وقيل: بالردم، والمشهور: أنه المسجد المشهور الان بالمولد، وزعم أنه عسفان شاذ لا يعول عليه، فقد صرح بعض أثمتنا: أن أول واجب على الأولياء أن يعلموا صبيانهم آن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ولد بمكة ودفن بالمدينة ، بل قيل : إنكار ذلك كفر؛ لاستلزامه إنكار وجود النبي الذي هو محمد صلى الله عليه وسلم وتوالث بشرى الهواتف أن قذ ؤلد المضطفى وحق الهناء (وتوالت) أي: تتابعت (بشرى) أي: بشارة (الهواتف) للناس جمع هاتف، وهو: ما يسمع هتفه؛ أي: صوته، وقيل: صوته الخفي ولا يرى شخصه، والمراد هنا : أعم من ذلك ؛ لأن البشارة به جاءت في كتب الله تعالى وألسنة الأحبار والكهان والجان ، كما استوعبه أهل السير وجمع اكثره ابن ظفر في كتابه " البشر بخير البشر" (أن) أي : بأن متعلق با بشرى) ، (قد ولد المصطفى) أي : المختار على الخلق كلهم (وحق) أي: ثبت (الهناء) أي: الفرح والسرور لكل الخلائق به، قال تعالى: وما أرسلنك إلارحمة للعكلمين، والبشارات به صلى الله عليه وسلم على الأنواع المذكورة كثيرة لا يحتملها هذا المحل، لككن منها ما جاء : أنه حين ولد هتف هاتف على الحجون : (من الطويل) فأقسم ما أنتى من الناس أنجبت ولا ولدث أثى من الناس واحدة كما ولدت زهرية ذات مفخر مجنبة لؤم القبائل ماجدة وهتف آخر على آبي قبيس بأربعة أبيات فيها معنى ذلك وزيادة.
পৃষ্ঠা ৪৯