============================================================
رضي الله عنهما، وعليه فقيل: علم الأسماء الموضوعة بكل لغة وعلمها أولاده، فلما افترقوا في البلاد وكثروا.. اقتصر كل قوم على لغة، وهلذا يقوي ما هو الأصح في الأصول : أن اللغات كلها توقيفية.
وقيل: إنما علم لغة واحدة؛ لأن الحاجة لم تدع إلا إليها، وأما بقية اللغات..
فبالتواضع.
ويقابل ما سلكه الناظم قولان : أحدهما : أنه إنما علم مدلولاتها؛ لأن المزية في العلم إنما تحصل بمعرفة مقاصد المخلوقات ومنافعها، لا بمعرفة أن أسماءها كذا وكذا قال بعض المحققين : وهلذا وإن قرب من المعنى.. فهو بعيد من اللفظ؛ أي : لأن قوله تعالى : بأشماء هؤلاء وما بعده.. ظاهر أو صريح في الأسماء فقط : ومعنى:ثم عرضهم أي : الأعيان ؛ لأنها التي تعرض دون الأسماء.. أنها أبرزت إليهم ليخبروا بأسمائها، فلا تأييد فيه لكون المعلم المسميات، خلافا لمن ثانيهما- وهو الذي سلكه صاحب " الكشاف - : أنه علم الأمرين معا؛ جمعا بين مقتضى اللفظ والمعنى (1).
ولما ذكر شرف ذاته وترقيه صلى الله عليه وسلم بما يبهر العقول.. انتقل إلى ذكر شرف نسبه كذلك ، فقال مستأنفا: دله لم تزل في ضمائر الكون تختا ولك الأئهاث والآباء ~~(لم تزل) حال كونك (في ضمائر الكون) أي: الوجود، وضمائره: مستوراته الخفية من الأصلاب والأرحام (تختار) أي : تصطفى (لك الأمهات) جمع أم، (1) عبارته في "الكشاف" (155/1) : (فإن قلت : فما معنى تعليمه آسماء المسميات؟.
قلت: أراه الأجناس التي خلقها، وعلمه أن هذا اسمه فرس، وهذا اسمه بعير، وهذا اسمه كذا، وهذا اسمه كذا، وعلمه أحوالها وما يتعلق بها من المنافع الدينية والدنيوية)
পৃষ্ঠা ৩২