180

মিনাহ মাক্কিয়্যা

জনগুলি

============================================================

هو وأصحابه(1)، وهم الطائفة الذين أخبر عنهم بأنهم لا يزالون على الحق، لا يضرهم من خالفهم إلى قيام الساعة؛ أي : قربه بقليل: وبأمارات الساعة الكثيرة جدا، فوقع كثير منها، وينتظر وقوع الباقي، ومما وقع منها: النار التي قال عنها صلى الله عليه وسلم - كما رواه الشيخان - : " لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء لها أغناق الإيل ببصرى "(2) فخرجت نار عظيمة على نحو مرحلة من المدينة المشرفة، وتقدمتها زلزلة عظيمة بعد عشاء الأربعاء ثالث جمادى الاخرة سنة أربع وخمسين وست مثة، ولم تزل تشتد وتغلي كغليان البحر إلى أن ارتجت منها الأرض ومن عليها حتى أيقن أهل المدينة بالهلاك، وكثرت الزلازل حتى وقع منها في يوم واحد ثمانية عشر زلزلة، لككن ببركته صلى الله عليه وسلم كان يغشى المدينة نسيم بارد، ورئيت من مكة وجبال بصرى، وانطفت ليلة الاسراء سابع عشري رجب، وقد أوسع المؤرخون في أخبارها بما يطول استقصاؤه.

وإذا تأملت ما أطلعه الله عليه من الغيوب لا سيما ما يتعلق بأمر الصحيفة. علمت أن ذلك من تمام عناية الله تعالى به، وأنه لا يضيمه قط، ومن ثم عقب الناظم ذلك بقوله: لا تخل جانب الثبي مضاما حين مينه منهم الأشواء (لا تخل) - بفتح الفوقية والمعجمة - من: خلت الشيء خيلأ ومخيلة، ظننته (جانب) هو في الأصل: شق الإنسان، وأريد به هنا كله، تعبيرا بالبعض عن الكل، فالإضافة بيانية (النبي مضاما) أي: مضيعا (حين) وفي نسخة (حيث) والأول أظهر؛ إذ هو ظرف لا مضاما)، (مسته) صلى الله عليه وسلم (منهم) متعلق بقوله: (الأسواء) أي: الأذيات الكثيرة حال كونها صادرة منهم، كضربه وخنقه، وإغراء سفهاتهم به، فرموه حتى سال الدم على تعليه، وكشج وجهه، وكسر (1) أخرجه الترمذي (2641)، وأحمد (102/4)، والطبراتي في * الكبير" (70/18) وغيرهم (2) البخاري (7118)، ومسلم (2902).

141

পৃষ্ঠা ১৮০