আকীদা থেকে বিপ্লবে (৩): ন্যায়বিচার

হাসান হানাফি d. 1443 AH
152

আকীদা থেকে বিপ্লবে (৩): ন্যায়বিচার

من العقيدة إلى الثورة (٣): العدل

জনগুলি

84

وهذا هو معنى التكليف؛ إذ يعني التكليف أن للإنسان رسالة في الحياة، وأنه هو الذي قبلها باختيارها بما أنه سيد الكون وملك الطبيعة بما لديه من قدرة على القرار والاختيار الحر، وبما لديه من قوة على التحقيق، قوة معنوية تطلق من حدوده البدنية وتجعله أقوى من السموات والأرض والجبال.

85

وكما تم هذا التكليف بحرية الإنسان وبإرادته، فإنه في الوقت نفسه يتحقق بحرية تامة دون قدر مسبق في علم مسبق أو بإرادة شاملة لوجود مطلق تفعل كل شيء. إن هذا التكليف ذاته عملية تحرر لولاها لارتكن الإنسان إلى بدنه، وتحول إلى طبيعة خالصة كسائر الموجودات ولأصابه الوهن والثقل واعتراه الخمول والسكون.

86

وقد يعبر عن رسالة الإنسان في الحياة فنيا بالصورة فتنشأ الأخرويات وتكون الحياة الدنيا دار عمل والأخرى دار جزاء. وقد تتحول رسالة الإنسان في الحياة إلى صورة كونية أخرى، فينشأ الإنسان في الوجود غافلا ويستمر كذلك في جو من النعيم الدائم كالملاك، ثم يختار البعض منهم رسالته ويأتي إلى الحياة ليحققها؛ فمن حقق رسالته ارتفع إلى أعلى عليين في مكانة أفضل من الذين استمروا في النعيم الدائم لأنهم حصلوا على جزائهم بجهدهم لا بخلقهم. وإذا لم يحققوا الرسالة هبطوا أسفل سافلين. تسلب منهم الرسالة ويتحولون إلى أقل مرتبة في الوجود، وهي مرتبة غياب الوعي وانعدام حياة الشعور. ثم تعطى لهم فرصة ثانية للاختيار والتكليف، وهكذا تستمر الحياة تكليفا برسالة ونجاحا أو فشلا في التحقيق، بلا نهاية وبلا يأس، وتستمر العملية طالما بقي الزمان.

87

وتحقيق رسالة الإنسان في الحياة تعبير عن طبيعته وحريته دون انتظار أي جزاء. يكفي كمال الإنسان وازدهاره، وخلقه وإبداعه، وشوقه إلى الغاية وعمله لها. الإنسان بطبيعته حياة وحركة، وخلق وإبداع، وتمدد وازدهار.

88

يحقق الإنسان رسالته طبقا لطبيعته، ويتحدد سلوكه طبقا للدافع الأقوى، ويتحدد الدافع الأقوى باختلاف شدة البواعث أو بتفاوت الوضوح الفكري أو باختلاف درجات الكمال في الغاية. لا تعني الطبيعة نفي الحرية، بل تأسيس الحرية على أساس واقعي من التجربة وبناء على الإحساس بالحياة كدافع حيوي. ليست الحرية اختيارا عقليا صوريا بين طرفين متساويين في البواعث، بل هي اتباع للطبيعة، أي للباعث الأقوى، تعبيرا عن الدافع الحيوي. ولما كان الإنسان رسالته، وكانت رسالته وجوده، فإن الحرية تحقيق لهذه الرسالة، وحياته تعبير عن هذا الوجود، الحرية كمال للطبيعة.

অজানা পৃষ্ঠা