درر من أقوال الأوزاعي
عن يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية قال: كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد: فإنه قد أحيط بك من كل جانب، وأعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به.
والسلام.
وعن الأوزاعي قال: إن المؤمن يقول قليلًا ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يقول كثيرًا ويعمل قليلًا.
فعلامة إيمان إنسان أن يكون كلامه قليلًا، وعبادته وعمله الصالح كثيرًا، وأما المنافق فيقول كثيرًا ويعمل قليلًا.
وعن موسى بن أعين قال: قال لي الأوزاعي: يا أبا سعيد كنا نمزح ونضحك، فأما إذ صرنا يقتدى بنا ما أرى يسعنا إلا التبسم.
يعني: من صار يقتدى به ينبغي أن يضبط تصرفاته.
وعن أبي حفص عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قال: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه.
فقال أبو حفص: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ما جاء الأوزاعي بشيء أعجب إلينا من هذا، يعني: من هذه الكلمة، يقول: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه.
وعن الوليد بن مزيد قال: سمعت الأوزاعي يقول: إذا أراد الله بقوم شرًا فتح عليهم باب الجدل، ومنعهم العمل، وكذلك العكس بالعكس، وإذا أراد بقوم خيرًا فتح لهم باب العمل، وأغلق عنهم باب الجدل.
وعن محمد بن شعيب قال: سمعت الأوزاعي يقول: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام.
أي: زلات العلماء، فمن اتبع زلة كل عالم اجتمع فيه الشر كله.
وعن الأوزاعي قال: ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب الورع.
4 / 11