أخبرنا عبد المغيث بن زهير بن زهير الحربي البغدادي بها، أخبرنا القاضي الإمام أبو الحسين محمد بن محمد الفراء، أنبأنا الوالد السعيد، أخبرنا إبراهيم، قال: وجدت بخط أبي: أخبرنا عبد العزيز الحربي، قال: سمعت أبا الفرج الهندباني، سمعت أبا بكر المروذي يقول: جاء يحيى بن معين فدخل على أحمد بن حنبل وهو مريض فسلم عليه، فلم يرد عليه السلام، وكان أحمد قد حلف بالعهد أن لا يكلم أحدا ممن أجاب حتى يلقى الله عز وجل، فما زال يعتذر ويقول: حديث عمار، وقال الله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان }، وقلب أحمد وجهه إلى الجانب الآخر، فقال يحيى: لا يقبل عذرا. فخرجت بعده وهو جالس على الباب، فقال: أيش قال أحمد بعدي؟ قلت: قال يحتج بحديث عمار، وحديث عمار: ((مررت بهم وهم يسبونك فنهيتهم فضربوني))، وأنتم قيل لكم: نريد أن نضربكم فسمعت يحيى بن معين يقول: مر يا أحمد، غفر الله لك، فما رأيت والله تحت أديم سماء الله أفقه في دين الله منك.
أخبرنا عبد الرحمن بن علي، أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم، أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري، أخبرنا أبو يعقوب، قال: سمعت إبراهيم بن إسماعيل الخلال، يقول: سمعت أحمد بن الحسن بن عبدويه يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، يقول: رحم الله أبا الهيثم، غفر الله لأبي الهيثم عفا الله عن أبي الهيثم. فقلت: يا أبت: من أبو الهيثم؟ قال: ما تعرفه؟ قلت: لا. قال: أبو الهيثم الحداد، اليوم الذي خرجت فيه للسياط ومدت يداي للعاقبين، إذا أنا بإنسان يجذب ثوبي من ورائي ويقول لي: تعرفني؟ قلت: لا. قال: أنا أبو الهيثم العيار، اللص الطرار، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضربت ثمانية عشر ألف سوط بالتفاريق، وصبرت في ذلك على طاعة الشيطان لأجل الدنيا، فاصبر أنت في طاعة الرحمن لأجل الدين. قال: فضربت ثمانية عشر سوطا بدل ما ضرب ثمانية عشر ألفا، وخرج الخادم فقال: عفا عنه أمير المؤمنين.
পৃষ্ঠা ৮৬