قال أبو الحسين: رأيت في كتاب ابن أبي الدنيا فيما أجازه لي، قال: حدثني أبو النضر المروزي قال: قال لي جعفر بن عبد الواحد: ذاكرت المهتدي بشيء فقلت: به كان أحمد بن حنبل يقول: ولكنه كان يخالف - كأني أومأت إلى من مضى من آبائه قال: فقال لي المهتدي: رحم الله أحمد بن حنبل، والله لو جاز لي أن أتبرأ من أبي لتبرأت منه. قال: ثم قال: تكلم بالحق وقل به، فإن الرجل ليتكلم بالحق فينبل في عيني.
أخبرنا أحمد بن أبي نعيم، أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس العلوي، أخبرنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أخبرنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد ابن عبد الوهاب، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر العبدي، حدثني أبو الحسين -هو عمر بن الحسن- الأشناني، حدثنا أبو شعيب الحراني، قال: لما أخذ أحمد بن حنبل فضرب، جعل أبو عبيد القاسم بن سلام يلوذ، ويذهب، ويجيء ويقول: أيضرب سيدنا؟ لا أصبر، أيضرب سيدنا؟ قال أبو شعيب: فقلت أنا في ذلك شعرا:
ضربوا ابن حنبل بالسياط بظلمهم ... بغيا فثبت بالثبات الأنور
قال الموفق حين مدد بينهم ... مد الأديم على الصعيد القرقر
إني أموت ولا أبوء بفجرة ... تصلي بوائقها محل المفتري
পৃষ্ঠা ৬৫