قال أبو علي: وجاء رجل من أهل السجن يقال له أبو الصبح، ممن يبصر الضرب والجراحات، قال: قد رأيت من ضرب الضرب العظيم، ما رأيت ضربا مثل هذا ولا أشد منه، وهذا ضرب التلف، ولقد جر عليه الجلادون -قد الله أيديهم- من قدامه ومن خلفه، وإنما أريد قتله ثم سبره بالميل يعني قدره مخافة أن تكون نقبت فلم تكن نقبت.
ورأيت أبا عبد الله وقد أصابت أذنه ضربة فقطعت الجلد وأنتنت أذنه وأصابت وجهه غير ضربة فما كان يضطرب، قال أبو عبد الله: وقال لي بعضهم: يا أبا عبد الله لا تتحرك وانتصب.
ولما أردنا علاجه خفنا أن يدس ابن أبي دؤاد إلى المعالج فيلقي في دوائه ما يقتله، فعملنا الدواء والمرهم في منزله وكان في برنية عندنا، فكان إذا جاء المعالج ليعالجه حضرنا جميعا معه فيعالجه منها، فإذا فرغ رفعناها، وكان في ضربه شيء من اللحم قد مات، فقطعه بالسكين، فلم يزل أثر الضرب في ظهره إذا أصابه البرد ضرب عليه، فإذا آذاه الدم بعث إلى الحجام في أي ساعة كان، فيخرج الدم حتى يسكن عنه ضربان كتفيه، وكان يسخن له الماء الحار لبدنه.
أخبرنا أحمد بن أبي نعيم بن أبي علي، أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس ابن علي العلوي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني، أخبرنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر العبدي اللنباني قال: سمعت أبا الحسين هو عمر ابن الحسن الأشناني يقول: سمعت جرير بن أحمد بن أبي داود عم أبي نصر قال: قال أبي: ما رأيت أشد قلبا من هذا الرجل أحمد بن حنبل، جعلنا نكلمه وجعل الخليفة يكلمه يسميه مرة ويكنيه، يا أحمد، يا أبا عبد الله، وهو يقول: أوجدني شيئا من كتاب الله عز وجل أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أجيبك.
পৃষ্ঠা ৬৪