![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_143.png)
وأما وجه كونه حقا . . فهو أن قولك : (المسكر حرام) شامل العموم النبيذ الذي هو أحد المسكرات ، فقولك : (النبيذ حرام) منطو فيه ، ولكن بالقوة ، لا بالفعل ؛ إذ قد يحضر العام في الذهن ولا يحضر الخاص ؛ فمن قال : (الجسم متحيزر) ربما لا يخطرآ بباله في ذلك الوقت أن الثعلب متحير، بل ربما لا يخطر بباله ذكر الثعلب فضلا عن أن يخطر بباله مع ذالك حكمه بأنه متحيز.
فإذا ؛ النتيجة موجودة في إحدى المقدمتين بالقوة ، ومعدومة بالفعل 210 ، والموجودة بالقوة القريبة ربما يظنم أنها موجودة بالفعل توهما .
واعلم : أن هلذه النتيجة لا تخرج من القوة إلى الفعل بمجرد العلم بالمقدمتين ما لم تحضر المقدمتين في الذهن ، ويخطر ببالك وجه وجود النتيجة في المقدمة بالقوة ، فإذا تأملت ذالك . .
~~صارت النتيجة بالفعل .
إذ لا يبعد أن ينظر الناظر إلى بغلة منتفخة البطن ، فيتوهم أنها حامل، ولؤ قيل له : هل تعلم أن البغلة عاقر ؟ فيقول : نعم .
فإن قيل له : فهل تعلم أن هذه بغلة ؟ فيقول : نعم .
فيقال : فكيف توهمت أنها حاما ؟!
فيتعجب هو من توهم نفسه مع علمه بالمقدمتين ؛ إذ نظمه :
পৃষ্ঠা ১৪১