![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_213.png)
فإن قلت : فما طريق تحديد (العلم) عندك ؟
فاعلم : أن (العلم) اسمآ مشترك ، قذ يطلق على الإبصار والإحساس ، وله حد بحسبه .
ويطلق على التخيل ، وله حد آخر بحسبه .
ويطلق على الظن ، وله حد آخر بحسبه .
ويطلق على علم الله على وجه آخر أعلى وأشرف ، ولسثت أعني شرفا لمجرد العموم فقط ، بل بالذات والحقيقة .
ويطلق على إدراك العقل وحده على الخصوص ، كما ينقدج [ما سنح به الخاطر في الحال : أنه سكون الذهن جزما عن بصيرة إلى الأمر بأنه كذا أو ليس كذا، والأمر كذلك .
ولا يبعد أن يحتاج هلذا الحد إلى مزيد تحرير وتنقيح ليس يتسع القلب الآن لتضييع الوقت به ، فعليك بإتمامه ، وغرضي ذكر الطريق .
وسترى المتحذلقين يعترضون على هلذا الحد ؛ بأنك استعملت لفظ (السكون) وهو مشترك ، ولفظ (الذهن) وهو غريثب ، ولفظ (البصيرة) وكأنه يشير إلى الإبصار ، فلا تلتفث إلى المشغوفين بالعبارات ، المصروفين بغير الحق عن الحقائق .
واعلم : أن (السكون) إذا قرن ب (الذهن) . . زال منه الإجمال ، وأن (الذهن) إنما ذكرته ؛ لأنى أظته مفهوما عندك ولا أمنع من إبداله في حق من لا يعرفه ، فمقصد الحد الحقيقي :
পৃষ্ঠা ২১১