পৃথিবীর একমাত্র পুরুষের মৃত্যু
موت الرجل الوحيد على الأرض
জনগুলি
ضحك الحاج إسماعيل متخففا بعض الشيء من الشعور بالمهانة والضعة، وقد أعاد إليه مزاح العمدة بعض ثقته بنفسه، وقلل من المسافة الكبيرة القائمة بينهما، وقال مشجعا العمدة على مواصلة المزاح: نحن الفلاحين يا عمدة لا نعرف حلاوة الشربات من مرارة الدواء.
صمت العمدة لحظة مفكرا، وأدرك الحاج إسماعيل بعد أن رنت الجملة في أذنه أنها قد توحي للعمدة بمعنى بعيد لم يقصده، أو على الأقل لم يقصده بوعي، فقال وهو يضحك: أقصد يا عمدة أن كل شيء في فم الفلاحين له طعم مر.
ظل العمدة صامتا، وخيل للحاج إسماعيل أن التوفيق خانه في مزاحه مع العمدة، وأن ما قاله قد يعني من بعيد أو قريب أن حياة الفلاحين مرة كالعلقم، وأن هذا قد يعني بالتلميح أو بالتصريح أن الحكومة كاذبة في ادعائها أنها ترعى الفلاحين وتوفر لهم حقوقهم، وأن العمدة بصفته مندوب الحكومة في كفر الطين يستغل الفلاحين مثل غيره من الحكام، وأن أمواله التي ينفقها بغير حساب على أكله وشربه ودخانه ونسائه هي أموال مسلوبة من عرق ودم الفلاحين.
كان من الممكن أن ينزوي الحاج إسماعيل مرة أخرى في الركن يلعن غباءه ويقول لنفسه: «جيت تكحلها عمتها»، لولا أن رأى عيني العمدة تلمعان فجأة وهو يتطلع ناحية النيل، وبسرعة حرك الحاج إسماعيل رأسه فرأى فتاة مرفوعة الظهر مرفوعة الرأس، وعيناها السوداوان الواسعتان مرفوعتان وفيهما شمخة نساء أسرة كفراوي.
وقرب العمدة رأسه من رأس الحاج إسماعيل وقال : هذه تشبه نفيسة.
ورد الحاج إسماعيل بسرعة: إنها زينب، أختها الأصغر يا عمدة.
وسأل العمدة: لم أكن أعرف أن نفيسة لها أخت.
أدرك الحاج إسماعيل على الفور ما يدور في رأس العمدة، فقال محاولا كسب وده: الاثنان أحلى من بعض يا عمدة.
وغمز العمدة بعينه للحاج إسماعيل، وهو يضحك: الأصغر دائما أحلى.
ضحك الحاج إسماعيل ضحكة كبيرة، شافطا بأنفه وفمه كما من الهواء، شاعرا بانتعاش، مزيحا الكآبة من فوق صدره، موقنا بعد طول شك أن العمدة لم يتغير بعد صعود أخيه إلى الحكم، وأنه لا يزال يمازحه كما يمازح الند، ويفتح له قلبه كالصديق.
অজানা পৃষ্ঠা