واحدة ، أبدلوا الاخرة منهما أبدا ، فجعلوها ، إن كان ما قبلها مفتوحا ، ألفا ساكنة ، نحو «آدم» و «آخر» و «آمن» وإن كان ما قبلها مضموما ، جعلت واوا ، نحو «أوزز» إذا أمرته ان يؤز ، وإن كان ما قبلها مكسورا ، جعلت ياء ، نحو «ايت» ؛ وكذلك إن كانت الاخرة متحركة ، بأي حركة كانت ، والأولى مضمومة ، او مكسورة ، فالآخرة تتبع الأولى نحو «أن أفعل» من «أأب» فتقول «أووب». ونحو «جاء» في الرفع والنصب والجر. فاما المفتوحة ، فلا تتبعها الاخرة إذا كانت متحركة ، لأنها لو تبعتها جعلت همزة مثلها. ولكن تكون على موضعها ، فإن كانت مكسورة ، جعلت ياء ، وإن كانت مضمومة جعلت واوا ، وان كانت مفتوحة جعلت أيضا واوا لأن الفتحة تشبه الألف. وأنت إذا احتجت إلى حركتها ، جعلتها واوا ، ما لم يكن لها أصل في الياء معروف ، فهذه الفتحة ليس لها أصل في الياء فجعلت الغالب عليها الواو ، نحو «آدم» و «أوادم».
فلذلك جعلت الهمزتان إذا التقتا ، وكانتا من كلمتين شتى ، مخففة إحداهما ، ولم يبلغ من استثقالهما ، ان تجعلا مثل المجتمعتين في كلمة واحدة. ولأن اللتين في كلمة واحدة ، لا تفارق إحداهما صاحبتها ، وهاتان تتغيران عن حالهما وتصير كل واحدة منها على حالها أثقل منهما كلمتين لأن ما في الكلمتين : كل واحدة على حالها ، فتخفيف الاخرة أقيس ؛ كما أبدلوا الاخرة حين اجتمعتا في كلمة واحدة ، وقد تخفف الاولى. فمن خفف الاخرة في قوله ( كما آمن السفهاء ألا ) قال (السفهاء ولا) فجعل الألف في (ألا) واوا (1). ومن خفف الأولى ، جعل الألف التي في (السفهاء) كالواو ، وهمز ألف (ألا) (2). وأما ( أأنذرتهم ) فإن الأولى لا تخفف ، لأنها أول الكلام.
والهمزة ، إذا كانت أول الكلام لم تخفف ، لأن المخففة ضعفت ، حتى صارت كالساكن ، فلا يبتدأ بها. وقد
পৃষ্ঠা ১৩৬