فليس الإيمان بالثواب والعقاب مخلا بنزاهة الدين، وما من دين يستحق أن يسمى دينا يسوي بين الصالحين والمفسدين، أو يحجر على النفوس أن تطمح إلى النعيم الذي ترتضيه.
إنما الميزان الحق للعبادة النزيهة هو الصفة التي يتصف بها الإله المعبود، ومن أجلها يتعبد له المؤمنون.
وأنزه العبادات - ولا ريب - هي العبادة التي يدين بها المؤمن لله - جل وعلا - لأنه حق وهدى؛ ولأن الإيمان به هو الصدق والصواب.
هذه العبادة أنزه من العبادة التي تتجه بها الأمة إلى الله لأنه يقوم لها مقام الحارس في وجه الأمم التي تخشاها، وهي أنزه من العبادة التي تقوم على تقاضي الوعود، أو العبادة التي تقوم على تعلق المرءوس بتكاليف الرئاسة والزعامة.
أمانة إنسان يدعو بها إخوانه في الإنسانية، ويرفعها مكانا فوق مكانها، إنها نشأت في جزيرة العرب حيث لا غرابة أن تكون الرسالة أمانة زعامة، أو تكون حراسة أمة ذات عصبية، أو تكون على الإجمال منفعة محدودة في وجه العالم، كما تحد الصحراء ما حولها من البقاع والأرضين.
سيد المرسلين بحق من جاء بالرسالة المنزهة المثلى. وهذه هي رسالة محمد بشهادة العقل حين يقابل بين القرائن والأمثال، قبل شهادة المتدين لدينه، أو المتعصب لعصبته، والمقلد لما يمليه التقليد عليه.
الوساطة
يقوم الإسلام على خمس فرائض؛ هي: الشهادتان، والصلاة، والصيام، والزكاة، والحج إلى بيت الله.
ولا تتوقف فريضة من هذه الفرائض الخمس على وساطة بين الخالق والمخلوق، فحيثما وجد المسلم ففي وسعه أن يؤدي صلاته
فأينما تولوا فثم وجه الله [البقرة: 115].
অজানা পৃষ্ঠা