131

قال: كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا، قال: قد أمرت أن أفعله، ستجدني إن شاء الله صابرا. {قال فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا}. فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة فخرج من كان فيها، وتخلف ليخرقها، فقال له موسى: تخرقها لتغرق أهلها {لقد جئت شيئا إمرا}. {قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا}. {قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا} فانطلقا حتى إذا أتوا على غلمان يلعبون على ساحل البحر، وفيهم غلام ليس في الغلمان أحسن ولا أنظف منه فأخذه، فقتله، فنفر موسى عند ذلك، وقال: أقتلت نفسا بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا. قال: ألم أقل لك: إنك لن تستطيع معي صبرا. فأخذته ذمامة من صاحبه، واستحيا، {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصحبني قد بلغت من لدني عذرا}. فانطلقا حتى أتيا أهل قرية لئام، وقد أصاب موسى جهد شديد، ولم يضيفوهما، {فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه}. قال له موسى مما نزل بهم من الجهد: لو شئت لتخذت عليه أجرا. قال: هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك، فأخذ موسى بطرف ثوبه، فقال: حدثني، فقال: {أما السفينة فكانت لمسكين يعملون في البحر}، {وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا}، فإذا مر عليها، فرآها منخرقة تركها، ورقعها أهلها بقطعة خشب، فانتفعوا بها، وأما الغلام، فإنه كان طبع يوم طبع كافرا، وكان قد ألقي عليه محبة من أبويه، ولو عصياه شيئا أرهقهما طغيانا وكفرا، فأراد ربك أن يبدلهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما، فوقع أبوه على أمه، فتلقت، فولدت خيرا منه زكاة وأقرب رحما، {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما}. إلى قوله: {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا} ".

أخرجه مسلم بن الحجاج، عن عبد بن حميد، فوقع لنا موافقة عالية.

পৃষ্ঠা ১৯৭