الوجه الأول من الطاغوت: يعني به الشيطان، فذلك قوله في سورة البقرة: { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله } . يعني به الشيطان، نظيرها في سورة النساء حيث يقول: { والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت } . يعني في طاعة الشيطان، فهذا مذكر.
والوجه الثاني من الطاغوت: يعني به الأوثان، فذلك قوله في سورة الزمر يقول: { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها } . يعني: والذين اجتنبوا عبادة الأوثان فجماعة الأصنام مؤنثه.
والوجه الثالث من الطاغوت: فقد جاء في الرواية أنه يعني به كعب بن الأشرف اليهودي الذي قتله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذلك قوله في سورة البقرة: { والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات } . فهذا جماعة فافهم ذلك إن شاء الله.
49- وسألت عن قوله عز وجل: { وأوجس في نفسه خيفة موسى } . فقلت:
كيف خاف صلوات الله عليه في ذلك المقام العظيم وقد علم أن الله عز وجل لا يخذله فيه وهو ولي الله ورسوله صلى الله عليه؟
قال أحمد بن يحيى صلوات الله عليه: إنما تخوف موسى صلى الله عليه على قومه أن يفتنوا لما عاينوا من فعل السحرة أو أن يسبق إلى قلوبهم أن حركة الحبال والعصي على حقيقته، إذ ليس لهم مثل بصيرة موسى صلى الله عليه.
فأما هو صلوات الله عليه فقد كان واثقا عالما أن الله جل ثناؤه لا يخذله ولا يشمت به، وإن أعداءه لا يظهرون عليه في ذلك المقام الشريف.
50- وسألت عن قول الله سبحانه: { بل مكر الليل والنهار } .
فقلت: كيف مكر الليل والنهار وهل لهما مكر؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: إنما عنا تبارك وتعالى مكرهم بالليل والنهار الذي حاق بهم ولو كان مكر الليل والنهار الذي حاق بهم بأنفسهما لم يجز في العدل أن يؤاخذهم بفعل غيرهم، وهذا جائز في لغة العرب يقول الرجل أكل الليل يضر بي وشرب الليل يتعبني وسهر الليل يعني.
পৃষ্ঠা ২৮