كان لهارون الرشيد جارية غلامية تصب على يده وتقف على رأسه، وكان المأمون معجبا بها وهو أمرد. فبينا هي تصب على هارون من إبريق معها ، والمأمون مع هارون قد قابل بوجهه وجه الجارية، إذ أشار إليها بقبلة، فغمزته بحاجبها، وأبطأت عن الصب في مهلة ما بين ذلك.
فنظر إليها هارون فقال: ما هذا؟ فتلكأت عليه، فقال: ضعي ما معك، علي كذا إن لم تخبريني لأقتلنك.
فقالت: أشار إلي عبد الله بقبلة.
فالتفت إليه، وإذا هو نزل به من الحياء والرعب ما رحمه منه!.
فاعتنقه وقال: أتحبها؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين. فقال: قم فاخل بها في تلك القبة. فقام ففعل.
75- وبه إلى ابن الجوزي: أنبأنا هبة الله بن أحمد، أخبرنا محمد بن علي العشاري، حدثنا أبو الحسين بن أخي ميمي، حدثنا جعفر الخلدي: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، حدثنا أبو عبد الله البرجلاني، حدثني أشرس بن النعمان، حدثني الجزري، حدثني موسى بن علقمة قال:
كان عندنا ها هنا بمكة نخاس، وكانت له جارية، وكان يوصف من جمالها وكمالها أمر عجيب. وكان يخرجها أيام الموسم، وكان يبذل له فيها الرغائب فيمتنع من بيعها، ويطلب الزيادة في ثمنها.
فما زال كذلك حينا، وتسامع بها أهل الأمصار، فكانوا يحجون عمدا للنظر إليها!.
পৃষ্ঠা ৭৫