كانت أم جعفر بنت جعفر ربت جارية وأدبتها، وكانت تختلف في مهم أمورها إلى كتابها وعمالها وديوانها. وكان لأم جعفر موضع تشرف منه على الديوان، ترى من فيه حيث لا يرونها. فقالت يوما لجاريتها: تلك يا فلانة من أحسن من في الديوان؟ قالت: فلان مولاك. قالت: كيف ذاك، وهناك فلان الهاشمي، وفلان الكاتب، وفلان [وفلان]؟ قالت: لأني علمت أنه يحبني. قالت: وكيف علمت أنه يحبك؟ قالت: لأني أخرج إلى الديوان في الأمر من أمورك، فإذا رآني مقبلة ترك عمله حتى أخرج، ثم لا يزال ناظرا إلي مولية حتى أغيب عن عينه، فعلمت أنه يحبني، فأحببته.
قالت: فاذهبي إليه الساعة حتى تقبليه قبلة على فمه!.
فانطلقت، فلما رآها مقبلة ألقى القرطاس والقلم من يده، ثم بهت ينظر إليها؟ فلما دنت منه ظن أنها جاءته برسالة أم جعفر. فأقبل عليها كالمصغي إليها، فقبلته! ففزع لذلك، ثم ثاب إليه عقله، وعلم أنه لم تفعل هذا إلا عن أمر.
فدعاها، ثم كتب رقعة، وقال لها: ارفعيها إلى أم جعفر. فإذا فيها:
قد وجدنا طعم الحرام لذيذا ... فأذيقي مولاك طعم الحلال
فكتبت أم جعفر في أسفل رقعته:
ليس فيها من مطمع لمحب ... إنما تقتنى لغير الرجال
فيئس منها، ثم أمرت بتزويجه إياها، وأمرت له بثلاثين ألف درهم، وأحسنت جهازها.
74- وبه إلى ابن الجوزي: أخبرنا أبو منصور القزاز، حدثنا أبو بكر أحمد بن ثابت، حدثنا القاضي أبو الطيب، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي قال: قال منصور البرمكي:
পৃষ্ঠা ৭৪