والنوع — من الجواهر الثانية — أولى بأن يوصف جوهرا من الجنس، لأنه أقرب من الجوهر الأول. وذلك أن موفيا إن وفى الجوهرالأول ما هو كان إعطاؤه النوع أشد ملاءمة وأبين فى الدلالة عليه من إعطائه الجنس. مثال ذلك أنه إن وفى إنسانا ما ما هو، كان إعطاؤه أنه إنسان أبين فى الدلالة عليه من إعطائه أنه حى، فإن ذلك أخص بإنسان ما، وهذا أعم؛ وإن وفى شجرة ما ما هى، كان إعطاؤه أنها شجرة أبين فى الدلالة عليها من إعطائه أنها نبت. وأيضا فإن الجواهر الأول لما كانت موضوعة لسائر الأمور كلها، وسائر الأمور كلها محمولة عليها أو موجودة فيها، فلذلك صارت أولى وأحق بأن توصف جواهر. وقياس الجواهر الأول عند سائر الأمور كلها هو قياس النوع عند الجنس، إذ كان النوع موضوعا للجنس، لأن الأجناس تحمل على الأنواع، وليس تنعكس الأنواع على الأجناس، فيجب من ذلك أيضا أن النوع أولى وأحق بأن يوصف جوهرا من الجنس.
পৃষ্ঠা ৯