وبين من ذلك أن من عرف أحد المضافين محصلا عرف أيضا ذلك الذى إليه يضاف محصلا. وذلك ظاهر من هذا: فإن الإنسان متى علم أن هذا الشىء من المضاف، وكان الوجود للمضاف هو مضافا على نحو من الأنحاء، فقد علم أيضا ذلك الشىء الذى هذا عنده بحال من الأحوال. فإنه إن لم يعلم أصلا ذلك الشىء الذى هذا عنده بحال من الأحوال لم يعلم ولا أنه عند شىء بحال من الأحوال. وذلك بين أيضا فى الجزئيات، مثال ذلك: الضعف، فإن من علم الضعف على التحصيل فإنه على المكان يعلم أيضا ذلك الشىء الذى هو ضعفه محصلا. فإنه إن لم يعلمه ضعفا لشىء واحد محصل فليس يعلمه ضعفا أصلا. وكذلك أيضا إن كان يعلم أن هذا المشار إليه أحسن، فقد يجب ذلك ضرورة أن يكون يعلم أيضا ذلك الشىء الذى هذا أحسن منه محصلا، فإنه ليس يجوز أن يكون إنما يعلم أن هذا أحسن مما دونه فى الحسن، فإن ذلك إنما يكون توهما، لا علما، وذلك أنه ليس يعلم يقينا أنه أحسن مما هى دونه، فإنه ربما اتفق ألا يكون شىء دونه. فيكون ظاهرا أنه واجب ضرورة متى علم الإنسان أحد المضافين محصلا أن يكون يعلم أيضا ذلك الآخر الذى إليه أضيف محصلا.
فأما الرأس واليد وكل واحد مما يجرى مجراهما مما هى جواهر، فإن ماهياتها أنفسها قد تعرف محصلة. فأما ما يضاف إليه فليس واجبا أن يعرف، وذلك أنه لا سبيل إلى أن يعلم على التحصيل رأس من هذا، ويد من هذه. فيجب من ذلك أن هذه ليست من المضاف. وإن لم تكن هذه من المضاف فقد يصح القول أنه ليس جوهر من الجواهر من المضاف. إلا أنه خليق أن يكون قد يصعب التقحم على إثبات الحكم على أمثال هذه الأمور ما لم تتدبر مرارا كثيرة. فأما الشك فيها فليس مما لا درك فيه.
[chapter 8] فى الكيف والكيفية
وأسمى «بالكيفية» تلك التى لها يقال فى الأشخاص: كيف هى. والكيفية مما يقال على أنحاء شتى: —
পৃষ্ঠা ২৯