ومما فيه موضع شك: هل الجواهر ليس جوهر منها يقال من باب المضاف على حسب ما يظن، أو ذلك ممكن فى جواهر ما من الجواهر الثوانى؟ — فأما فى الجواهر الأول فإن ذلك حق، وذلك أنه ليس يقال من المضاف: لا كلياتها ولا أجزاؤها، فإنه ليس يقال فى إنسان ما إنه إنسان ما لشىء، ولا فى ثور ما إنه ثور ما لشىء؛ وكذلك أجزاؤها أيضا، فإنه ليس يقال فى يد ما إنها يد ما لإنسان؛ ولا يقال فى رأس ما إنه رأس ما لشىء، بل رأس لشىء. — وكذلك فى الجواهر الثانية فى أكثرها: فإنه ليس يقال إن الإنسان إنسان لشىء، ولا إن الثور ثور لشىء، ولا إن الخشبة خشبة لشىء، بل يقال إنها ملك لشىء. فأما فى هذه فإن الأمر ظاهر أنها ليست من المضاف. — وأما فى بعض الجواهر الثوانى فقد يدخل فى أمرها الشك، مثال ذلك أن الرأس يقال إنه رأس لشىء، واليد يقال إنها يد لشىء، وكل واحد مما أشبه ذلك — فيكون قد يظن أن هذه من المضاف. فإن كان تحديد التى من المضاف قد وفى على الكفاية فحل الشك الواقع فى أنه ليس جوهر من الجواهر يقال من المضاف: إما مما يصعب جدا، وإما مما لا يمكن. وإن لم يكن على الكفاية لكن كانت الأشياء التى من المضاف الوجود لها هو أنها مضافة على نحو من الأنحاء — فلعله يتهيأ أن يقال شىء فى فسخ ذلك. فأما التحديد المتقدم فإنه يلحق كل ما كان من المضاف؛ إلا أنه ليس معنى القول أن الوجود لها هو أنها مضافة هو معنى القول إن ماهياتها تقال بالقياس إلى غيرها.
পৃষ্ঠা ২৮