وأيضا منه ما هو قائم من أجزاء فيه، لها وضع بعضها عند بعص ومنه من أجزاء ليس لها وضع. مثال ذلك أن أجزاء الخط لها وضع بعضها عند بعض، لأن كل واحد منها موضوع بحيث هو. وقد يمكنك أن تدل وترشد أين كل واحد منها موضوع فى السطح، وبأى جزء من سائر الأجزاء يتصل. وكذلك أيضا أجزاء السطح لها وضع ما، وذلك أنه قد يمكن على هذا المثال فى كل واحد منها أن تدل عليه أين هو موضوع، وأى الأجزاء يصل ما بينها، وكذلك أجزاء المصمت وأجزاء المكان. — وأما العدد فلن يقدر أحد أن يرى فيه أن أجزاءه لها وضع ما بعضها عند بعض، ولا أنها موضوعة بحيث ما، ولا أن أجزاءا ما من أجزائه يتصل بعضها ببعض. ولا أجزاء الزمان، فإنه لا ثبات لشىء من أجزاء الزمان؛ وما لم يكن ثابتا، فلا سبيل إلى أن يكون له وضع ما، بل الأولى أن يقال إن لها ترتيبا ما، لأن بعض الزمان متقدم، وبعضه متأخر؛ وكذلك العدد، لأن الواحد فى العد قبل الاثنين، والاثنين قبل الثلاثة، فيكون بذلك ترتيب ما. فأما وضعا فتكاد ألا تقدر أن تأخذ لها. والقول أيضا كذلك، لأنه لا ثبات لشىء من أجزائه؛ فإنه إذا نطق به مضى فلم يكن إلى أخذه فيما بعد سبيل؛ فيجب ألا يكون لأجزائه وضع، إذ كان لا ثبات لشىء منها. فمنه إذن ما يقوم من أجزاء لها وضع، ومنه من أجزاء ليس لها وضع.
পৃষ্ঠা ১৭