فإن أجزاء العدد لا يوجد لها حد مشترك أصلا يلتئم عنده بعض أجزائه ببعض، مثال ذلك أن الخمسة — إذ هى جزء من العشرة — فليس تتصل بحد مشترك الخمسة بالخمسة، لكنها منفصلة. والثلاثة والسبعة أيضا ليس يتصلان بحد مشترك. وبالجملة، لست تقدر فى الأعداد على أخذ حد مشترك بين أجزائها، لكنها دائما منفصلة، فيكون العدد من المنفصلة. وكذلك أيضا «القول» هو من المنفصلة: فأما أن القول كم فظاهر، لأنه يقدر بمقطع ممدود أو مقصور؛ وإنما أعنى ذلك القول الذى يخرج بالصوت؛ وأجزاؤه ليست تتصل بحد مشترك، وذلك أنه لا يوجد حد مشترك تتصل به المقاطع، لكن كل مقطع منفصل على حياله.
فأما الخط فمتصل، لأنه قد يتهيأ أن يؤخذ حد مشترك تتصل به أجزاؤه: كالنقطة؛ وفى البسيط الخط، فإن أجزاء السطح قد تتصل بحد ما مشترك، وكذلك أيضا فى الجسم قد تقدر أن تأخذ حدا مشتركا وهو الخط أو البسيط، تتصل به أجزاء الجسم — ومما يجرى هذا المجرى أيضا الزمان والمكان. فإن العرض من الزمان يصل ما بين الماضى منه وبين المستأنف. والمكان أيضا من المتصلة، لأن أجزاء الجسم تشغل مكانا، وهى تتصل بحد ما مشترك، فتكون أجزاء المكان أيضا التى يشغلها واحد واحد من أجزاء الجسم تتصل بالحد بعينه الذى به تتصل أجزاء الجسم؛ فيجب أن يكون المكان أيضا متصلا، إذ كانت أجزاؤه تتصل بحد واحد مشترك.
পৃষ্ঠা ১৬