واما الحسين فإنه خرج ببنيه وإخوته وبنى أخيه وجل أهل بيته الا محمد بن الحنفية فإنه قال له: يا أخي أنت أحب الناس إلى وأعزهم على ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحق بها منك، تنح بتبعتك (1) عن زيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فان بايعوا لك حمدت الله على ذلك، وان أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولا يذهب به مروءتك ولا فضلك، اني أخاف ان تدخل مصرا من هذه الأمصار وتأتي جماعة من الناس فيختلفون بينهم فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتتلون فتكون لأول الأسنة، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا واما أضيعها دما وأذلها أهلا.
قال له الحسين: فاني ذاهب يا أخي، قال: فأنزل مكة فان اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك وان نبت يبك لحقت بالرمال وشعف الجبال وخرجت من بلد إلى بلد حتى تنظر إلى ما يصير أمر الناس وتعرف عند ذلك الرأي، فإنك أصوب ما يكون رأيا وأحزمه عملا حتى تستقبل الأمور استقبالا ولا تكون الأمور عليك أبدا أشكل منها حين تستدبرها استدبارا.
قال يا أخي: قد نصحت فأشفقت فأرجو أن يكون رأيك سديدا موفقا.
قال أبو مخنف وحدثني عبد الملك (2) بن نوفل بن مساحق
পৃষ্ঠা ৮