بسم الله الرحمن الرحيم خلافة يزيد بن معاوية قال (1) هشام بن محمد عن أبي مخنف: ولي يزيد في هلال رجب سنة 60 وأمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وأمير الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري، وأمير البصرة عبيد الله بن زياد، وأمير مكة عمرو بن سعيد بن العاص. ولم يكن ليزيد همة حين ولي الا بيعة النفر
পৃষ্ঠা ২
الذين أبوا على معاوية الإجابة إلى بيعة يزيد حين دعا الناس إلى بيعته، وانه ولي عهده بعده والفراغ من أمرهم، فكتب إلى الوليد:
بسم الله الرحمن الرحيم من يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة اما بعد: فان معاوية كان عبدا من عباد الله أكرمه الله واستخلفه وخوله ومكن له فعاش بقدر ومات بأجل فرحمه الله فقد عاش محمودا ومات برا تقيا والسلام.
وكتب إليه في صحيفة كأنها أذن فأرة أما بعد: فخذ حسينا وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام. فلما اتاه نعى معاوية فظع به وكبر عليه فبعث إلى مروان بن الحكم فدعاه إليه وكان الوليد يوم قدم المدينة قدمها مروان متكارها.
فلما رأى ذلك الوليد منه شتمه عند جلسائه، فبلغ ذلك مروان فجلس عنه وصرمه فلم يزل كذلك حتى جاء نعى معاوية إلى الوليد،
পৃষ্ঠা ৩
فلما عظم على الوليد هلاك معاوية وما أمر به من اخذ هؤلاء الرهط بالبيعة فزع عند ذلك إلى مروان ودعاه.
فلما قرأ عليه كتاب يزيد استرجع وترحم عليه، واستشاره الوليد في الامر وقال كيف ترى ان نصنع؟ قال: فاني أرى ان تبعث الساعة إلى هؤلاء النفر فتدعوهم إلى البيعة والدخول في الطاعة فان فعلوا قبلت منهم وكففت عنهم، وان أبوا قدمتهم فضربت أعناقهم قبل ان يعلموا بموت معاوية فإنهم ان علموا بموت معاوية وثب كل امرئ منهم في جانب وأظهر الخلاف والمنابذة ودعا إلى نفسه، (1) لا أدري اما ابن عمر فاني لا أراه يرى القتال ولا يحب أنه يولى على الناس الا أن يدفع إليه هذا الامر عفوا، فأرسل عبد الله بن عمرو بن عثمان وهو إذ ذاك غلام حدث إليهما يدعوهما، فوجدهما في المسجد وهما جالسان، فأتاهما في ساعة لم يكن الوليد يجلس فيها للناس ولا يأتيانه في مثلها، فقال: أجيبا الأمير يدعوكما، (2) فقال له: انصرف الان نأتيه.
ثم اقبل أحدهما على الاخر فقال عبد الله بن الزبير للحسين:
ظن فيما تراه بعث إلينا في هذه الساعة التي لم يكن يجلس فيها، فقال حسين: قد ظننت أرى طاغيتهم قد هلك فبعث إلينا ليأخذنا بالبيعة قبل ان يفشو في الناس الخبر.
পৃষ্ঠা ৪
فقال: وانا ما أظن غيره، قال: فما تريد ان تصنع؟ قال:
أجمع فتياني الساعة ثم أمشي إليه، فإذا بلغت الباب احتبستهم عليه ثم دخلت عليه، قال فاني أخافه عليه (1) إذا دخلت، قال لا آتيه الا وانا على الامتناع قادر، فقام فجمع إليه مواليه وأهل بيته ثم اقبل يمشي حتى انتهى إلى باب الوليد وقال لأصحابه: اني داخل فان دعوتكم أو سمعتم صوته (2) قد علا فاقتحموا على بأجمعكم والا فلا تبرحوا حتى اخرج إليكم.
فدخل فسلم عليه بالإمرة ومروان جالس عنده، فقال حسين كأنه لا يظن ما يظن من موت معاوية: الصلة خير من القطيعة، أصلح الله ذات بينكما فلم يجيباه في هذا بشئ، وجاء حتى جلس، فأقرأه الوليد الكتاب ونعى له معاوية ودعاه إلى البيعة، فقال حسين: انا لله وانا إليه راجعون ورحم الله معاوية وعظم لك الاجر. أما ما سئلتني من البيعة فان مثلي لا يعطى بيعته سرا ولا أراك تجترئ بها منى سرا دون ان نظهرها على رؤوس الناس علانية، قال أجل.
قال: فإذا خرجت إلى الناس فدعوتهم إلى البيعة دعوتنا مع الناس فكان أمرا واحدا، فقال له الوليد وكان يحب العافية: فانصرف على اسم الله حتى تأتينا مع جماعة الناس، فقال له مروان: والله لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبدا حتى تكثر القتلى بينكم،
পৃষ্ঠা ৫
وبينه، احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه.
فوثب عند ذلك الحسين فقال: يا بن الزرقاء أنت تقتلني أم هو؟
كذبت والله وأثمت، ثم خرج فمر بأصحابه فخرجوا معه حتى اتى منزله، فقال مروان للوليد: عصيتني لا والله لا يمكنك من مثلها من نفسه ابدا.
قال الوليد: وبخ غيرك يا مروان انك اخترت لي التي فيها هلاك ديني، والله ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها وأني قتلت حسينا، سبحان الله اقتل حسينا ان قال لا أبايع؟ والله اني لا أظن امرءا يحاسب بدم حسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامة.
فقال له مروان: فإذا كان هذا رأيك فقد أصبت فيما صنعت، يقول هذا له وهو غير الحامد له على رأيه.
وأما ابن الزبير فقال: الان آتيكم، ثم أتى داره فكمن فيها، فبعث الوليد إليه فوجده مجتمعا في أصحابه متحرزا، فألح عليه بكثرة الرسل والرجال في أثر الرجال، فاما حسين فقال: كف حتى تنظر وننظر وترى ونرى.
واما ابن الزبير فقال لا تعجلوني فاني آتيكم أمهلوني، فألحوا عليهما عشيتهما تلك كلها وأول ليلهما وكانوا على حسين أشد ابقاءا.
وبعث الوليد إلى ابن الزبير موالى له فشتموه وصاحوا به يا بن الكاهلية والله لتأتين الأمير أو ليقتلنك: فلبث بذلك نهاره كله وأول ليلة يقول: الان أجيئ.
পৃষ্ঠা ৬
فإذا استحثوه قال: والله لقد استربت بكثرة الارسال وتتابع هذه الرجال فلا تعجلوني حتى أبعث إلى الأمير من يأتيني برأيه وأمره، فبعث إليه أخاه جعفر بن الزبير فقال: رحمك الله كف عن عبد الله فإنك قد أفزعته وذعرته بكثرة رسلك وهو آتيك غدا إن شاء الله، فمر رسلك فلينصرفوا عنا فبعث إليهم فانصرفوا.
وخرج ابن الزبير من تحت الليل فأخذ طريق الفرع هو وأخوه جعفر ليس معهما ثالث وتجنب الطريق الأعظم مخافة الطلب، وتوجه نحو مكة، فلما أصبح بعث إليه الوليد فوجده قد خرج، فقال مروان:
والله ان أخطاء مكة فسرح في اثره الرجال، فبعث راكبا من موالى بني أمية في ثمانين راكبا فطلبوه ولم يقدروا عليه فرجعوا فتشاغلوا عن حسين بطلب عبد الله يومهم ذلك حتى أمسوا.
ثم بعث الرجال إلى الحسين عند المساء، فقال: أصبحوا ثم ترون ونرى، فكفوا عنه تلك الليلة ولم يلحوا عليه.
فخرج حسيين من تحت ليلته وهي ليلة الاحد ليومين بقيا من رجب سنة 60 وكان مخرج ابن الزبير قبله بليلة خرج ليلة السبت فاخذ طريق الفرع فبينا عبد الله بن الزبير يساير أخاه جعفر إذا تمثل جعفر بقول صبرة الحنظلي:
وكل بني أم سيمسون ليلة * ولم يبق من أعقابهم غير واحد فقال عبد الله: سبحان الله ما أردت إلى ما اسمع يا أخي، قال والله يا أخي ما أردت به شيئا مما تكره، فقال: فذاك والله أكره إلى أن يكون جاء على لسانك من غير تعمد، قال: وكأنه تطير منه،
পৃষ্ঠা ৭
واما الحسين فإنه خرج ببنيه وإخوته وبنى أخيه وجل أهل بيته الا محمد بن الحنفية فإنه قال له: يا أخي أنت أحب الناس إلى وأعزهم على ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحق بها منك، تنح بتبعتك (1) عن زيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فان بايعوا لك حمدت الله على ذلك، وان أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولا يذهب به مروءتك ولا فضلك، اني أخاف ان تدخل مصرا من هذه الأمصار وتأتي جماعة من الناس فيختلفون بينهم فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتتلون فتكون لأول الأسنة، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا واما أضيعها دما وأذلها أهلا.
قال له الحسين: فاني ذاهب يا أخي، قال: فأنزل مكة فان اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك وان نبت يبك لحقت بالرمال وشعف الجبال وخرجت من بلد إلى بلد حتى تنظر إلى ما يصير أمر الناس وتعرف عند ذلك الرأي، فإنك أصوب ما يكون رأيا وأحزمه عملا حتى تستقبل الأمور استقبالا ولا تكون الأمور عليك أبدا أشكل منها حين تستدبرها استدبارا.
قال يا أخي: قد نصحت فأشفقت فأرجو أن يكون رأيك سديدا موفقا.
قال أبو مخنف وحدثني عبد الملك (2) بن نوفل بن مساحق
পৃষ্ঠা ৮
عن أبي - سعيد (1) المقبري قال: نظرت إلى الحسين داخلا مسجد
পৃষ্ঠা ৯
المدينة وانه ليمشي وهو معتمد على رجلين يعتمد على هذا مرة وعلى هذا مرة وهو يتمثل بقول ابن مفرغ.
لا ذعرت السوام في فلق الصبح * مغيرا ولا دعيت يزيدا يوم أعطى من المهابة (1) ضيما * والمنايا يرصدنني ان أحيدا قال: فقلت في نفسي: والله ما تمثل بهذين البيتين الا لشئ يريد، قال فما مكث الا يومين حتى بلغني انه سار إلى مكة.
ثم إن الوليد بعث إلى عبد الله بن عمر فقال: بايع ليزيد، فقال إذا بايع الناس بايعت، فقال رجل ما يمنعك أن تبايع انما تريدان يختلفوا الناس بينهم فيقتتلوا ويتفانوا فإذا جهدهم ذلك قالوا: عليكم بعبد الله بن عمر لم يبق غيره بايعوه، قال عبد الله: ما أحب ان يقتتلوا ولا يختلفوا ولا يتفانوا، ولكن إذا بايع الناس ولم يبق غيري بايعت، قال: فتركوه وكانوا لا يتخوفونه. قال: ومضى ابن الزبير حتى اتى مكة وعليها عمرو بن سعيد، فلما دخل مكة قال: انما انا عائذ ولم يكن يصلى بصلاتهم ولا يفيض
পৃষ্ঠা ১০
بإفاضتهم كما يقف هو وأصحابه ناحية ثم يفيض بهم وحده ويصلى بهم وحده.
قال: فلما سار الحسين نحو مكة قال: فخرج منها خائفا يترقب، قال رب نجني من القوم الظالمين، فلما دخل مكة قال: فلما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي ان يهديني سواء السبيل.
পৃষ্ঠা ১১
ذكر قصة مسلم بن عقيل وشخوصه إلى الكوفة ومقتله واما مخنف فإنه ذكر من قصة مسلم بن عقيل وشخوصه إلى الكوفة ومقتله قصة هي أشبع وأتم من خبر عمار الدهني عن أبي جعفر الذي ذكرناه ما حدثت عن هشام بن محمد عنه قال: حدثني (1)
পৃষ্ঠা ১২
عبد الرحمان بن جندب، قال: حدثني عقبة بن (1) سمعان مولى الرباب ابنة امرئ القيس الكلبية امرأة حسين وكانت مع سكينة ابنة حسين وهو مولى لأبيها وهي إذ ذاك صغيرة، قال: خرجنا فلزمنا الطريق الأعظم.
فقال للحسين أهل بيته: لو تنكبت الطريق الأعظم كما فعل ابن الزبير لا يلحقك الطلب قال: لا والله لا أفارقه حتى يقضى الله ما هو أحب إليه قال: فاستقبلنا عبد الله ابن مطيع.
পৃষ্ঠা ১৩
فقال للحسين: جعلت فداك أين تريد؟ قال: اما الآن فاني أريد مكة، واما بعدها فاني استخير الله، قال: خار الله لك وجعلنا فداك فإذا أنت اتيت مكة فإياك ان تقرب الكوفة فإنها بلدة مشؤمة بها قتل أبوك وخذل أخوك واغتيل بطعنة كانت تأتي على نفسه، الزم الحرم فإنك سيد العرب لا يعدل بك والله أهل الحجاز أحدا ويتداعى إليك الناس من كل جانب لا تفارق الحرم فذاك عمي وخالي فوالله لئن هلكت لنسترقن بعدك، فأقبل حتى نزل مكة فأقبل أهلها يختلفون إليه ويأتونه ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق وابن الزبير بها قد لزم الكعبة فهو قائم يصلي عندها عامة النهار ويطوف ويأتي حسينا فيمن يأتيه فيأتيه اليومين المتواليين ويأتيه بين كل يومين مرة ولا يزال يشير عليه بالرأي وهو أثقل خلق الله على ابن الزبير قد عرف ان أهل الحجاز لا يبايعونه ولا يتابعونه ابدا ما دام حسين بالبلد وان حسينا أعظم في أعينهم وأنفسهم منه وأطوع في الناس منه.
فلما بلغ أهل الكوفة هلاك معاوية أرجف أهل العراق بيزيد وقالوا قد امتنع حسين وابن الزبير ولحقا بمكة وكتب أهل الكوفة إلى حسين وعليهم النعمان ابن بشير.
قال أبو مخنف: فحدثني الحجاج (1) بن علي عن محمد (2) بن
পৃষ্ঠা ১৪
بشر الهمداني قال: اجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صرد فذكرنا هلاك معاوية فحمدنا الله عليه، فقال لنا سليمان بن صرد: ان معاوية قد هلك وان حسينا قد تقبض على القوم ببيعته وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه، فان كنتم تعلمون انكم ناصروه ومجاهد وعدوه فاكتبوا إليه، وان خفتم الوهل والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه.
قالوا لا بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه.
قال: فاكتبوا إليه، فكتبوا إليه (بسم الله الرحمن الرحيم) لحسين بن علي من سليمان بن صرد والمسيب بن نجمة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة سلام عليك فانا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو.
اما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها وغصبها فيئها وتأمر عليها بغير رضى منها، ثم قتل خيارها واستبقى شرارها وجعل مال الله دولة بين جبابرتها
পৃষ্ঠা ১৫
وأغنيائها، فبعدا له كما بعدت ثمود انه ليس علينا امام، فاقبل لعل الله ان يجمعنا بك على الحق، والنعمان بن بشير في قصر الامارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد، ولو قد بلغنا انك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله والسلام ورحمة الله عليك.
قال: ثم سرحنا بالكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وال وأمرنا هما بالنجاء، فخرج الرجلان مسرعين حتى قدما على حسين لعشر مضين من شهر رمضان بمكة، ثم لبثنا يومين ثم سرحنا إليه قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمان بن عبد الله بن الكدن الأرحبي وعمارة بن عبيد السلولي فحملوا معهم نحوا من ثلاثة وخمسين صحيفة من الرجل والاثنين والأربعة.
قال ثم لبثنا يومين آخرين ثم سرحنا إليه هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي وكتبنا معهما (بسم الله الرحمن الرحيم) لحسين بن علي من شيعته من المؤمنين والمسلمين: أما بعد فحيهلا فان الناس ينتظرونك ولا رأى لهم في غيرك فالعجل العجل والسلام عليك.
وكتب شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث ويزيد بن رويم وعزرة بن قيس وعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمير التميمي: اما بعد فقد اخضر الجناب وأينعت الثمار وطمت الجمام فإذا شئت فاقدم على جند لك مجند والسلام عليك وتلاقت الرسل كلها عنده فقرأ الكتب وسأل الرسل عن أمر الناس.
ثم كتب مع هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي
পৃষ্ঠা ১৬
وكان آخر الرسل (بسم الله الرحمن الرحيم) من حسين بن علي إلى الملاء من المؤمنين والمسلمين: أما بعد فان هانئا وسعيدا قدما علي بكتبكم وكانا آخر من قدم علي من رسلكم، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم ومقالة جلكم: انه ليس علينا امام فاقبل لعل الله ان يجمعنا بك على الهدى والحق.
وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي، وأمرته ان يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم، فان كتب إلي أنه قد أجمع رأى ملئكم وذوي الفضل والحجى منكم علي مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء الله، فلعمري ما الامام الا العامل بالكتاب والاخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله والسلام.
قال أبو مخنف: وذكر (1) أبو المخارق الراسبي قال: اجتمع
পৃষ্ঠা ১৭
ناس من الشيعة بالبصرة في منزل امرأة من عبد القيس يقال لها: مارية ابنة سعد أو منقذ أياما وكانت تشيع وكان منزلها لهم مألفا يتحدثون فيه.
وقد بلغ ابن زياد اقبال الحسين فكتب إلى عامله بالبصرة: ان يضع المناظر ويأخذ بالطريق، قال: فاجمع يزيد بن نبيط الخروج وهو من عبد القيس إلى الحسين، وكان له بنون عشرة، فقال: أيكم يخرج معي؟ فانتدب معه ابنان له: عبد الله وعبيد الله، فقال لأصحابه في بيت تلك المرأة: اني قد أزمعت على الخروج وانا خارج، فقالوا له: انا نخاف عليك أصحاب ابن زياد، فقال: اني والله لو قد استوت أخفافهما بالجدد لهان على طلب من طلبني.
قال: ثم خرج فقوى في الطريق حتى انتهى إلى حسين (ع) فدخل في رحله بالأبطح وبلغ الحسين مجيئه فجعل يطلبه، وجاء الرجل إلى رحل الحسين فقيل له: قد خرج إلى منزلك فاقبل في اثره، ولما لم يجده الحسين جلس في رحله ينتظره، وجاء البصري فوجده في رحله جالسا فقال: بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا قال: فسلم عليه وجلس إليه فخبره بالذي جاء له، فدعا له بخير، ثم أقبل معه حتى اتى فقاتل معه فقتل معه هو وابناه.
পৃষ্ঠা ১৮
ثم دعا مسلم بن عقيل فسرحه مع قيس بن مسهر الصيداوي و عمارة بن عبيد السلولي وعبد الرحمان بن عبد الله بن الكدن الأرحبي فأمره بتقوى الله وكتمان امره واللطف، فان رأى الناس مجتمعين مستوثقين عجل إليه بذلك، فاقبل مسلم حتى أتى المدينة فصلى في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وودع من أحب من أهله.
ثم استأجر دليلين من قيس فأقبلا به فضلا الطريق وجارا وأصابهم عطش شديد، وقال الدليلان: هذا الطريق حتى ينتهي إلى الماء وقد كادوا ان يموتوا عطشا. فكتب مسلم بن عقيل مع قيس بن مسهر الصيداوي إلى حسين وذلك بالمضيق من بطن الخبيت.
اما بعد فاني أقبلت من المدينة معي دليلان لي فجارا عن الطريق وضلا واشتد علينا العطش فلم يلبثا ان ماتا واقبلنا حتى انتهينا إلى الماء فلم ننج الا بخشاشة أنفسنا وذلك الماء بمكان يدعى المضيق من بطن الخبيت وقد تطيرت من وجهي هذا فان رأيت أعفيتني منه وبعثت غيري والسلام.
فكتب إليه حسين: اما بعد فقد خشيت الا يكون حملك على الكتاب إلى في الاستعفاء من الوجه الذي وجهتك له الا الجبن، فامض لوجهك الذي وجهتك له والسلام عليك.
فقال مسلم لمن قرأ الكتاب: هذا ما لست أتخوفه على نفسي، فاقبل كما هو حتى مر بماء لطيئ فنزل بهم ثم ارتحل منه فإذا رجل يرمى الصيد فنظر إليه قد رمى ظبيا حين أشرف له فصرعه، فقال مسلم: يقتل عدونا إن شاء الله.
পৃষ্ঠা ১৯
ثم اقبل مسلم حتى دخل الكوفة فنزل دار المختار بن أبي عبيد وهي التي تدعى اليوم دار مسلم بن المسيب، وأقبلت الشيعة تختلف إليه، فلما اجتمعت إليه جماعة منهم قرأ عليهم كتاب حسين فأخذوا يبكون، فقام عابس بن أبي شبيب الشاكري فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
اما بعد فاني لا أخبرك عن الناس، ولا اعلم ما في أنفسهم، وما أغرك منهم، والله أحدثك عما انا موطن نفسي عليه، والله لأجيبنكم إذا دعوتم، ولا قاتلن معكم عدوكم ولا ضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله، لا أريد بذلك الا ما عند الله. فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي فقال:
رحمك الله قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك، ثم قال: وانا والله الذي لا إله إلا هو على مثل ما هذا عليه.
ثم قال الحنفي مثل ذلك، فقال الحجاج بن علي: فقلت لمحمد بن بشر فهل كان منك أنت قول؟ فقال: ان كنت لأحب ان يعز الله أصحابي بالظفر وما كنت لأحب ان اقتل وكرهت ان أكذب، واختلفت الشيعة إليه حتى علم مكانه فبلغ ذلك النعمان بن بشير.
قال أبو مخنف حدثني نمر بن (1) وعلة عن أبي (2) الوداك قال
পৃষ্ঠা ২০
خرج إلينا النعمان بن بشير فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
اما بعد فاتقوا الله عباد الله ولا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة فان فيهما يهلك الرجال وتسفك الدماء وتغصب الأموال وكان حليما ناسكا يحب العافية.
قال: اني لم أقاتل من لم يقاتلني ولا أثب على من لا يثب على ولا أشاتمكم ولا أتحرش بكم ولا آخذ بالقرف ولا الظنة ولا التهمة
পৃষ্ঠা ২১