ولهذا نقول إن ما يجرى هذا المجرى من التغير 〈الذى〉 يحدث بضرب من الضروب عن النار والألوان 〈ليس كما يحدث〉 فى الأشياء التى قد استحالت أعنى الهواء والمشف بالقوة، وذلك أن الاستحالة حركة وتغير للأشياء المستحيلة بالانفعال إنما يكون فى زمان، والمشف فليس يقبل الضوء والألوان على أنه يستحيل بها لكن الوجه الذى به يقال إن المشف ينفعل هو مثل لقول قائل فيمن صار يمنة لآخر من غير أن يتحرك أو يقبل انفعالا ما نه قد انفعل
وذلك أن هذه حال تغير المشف بالضوء والألوان فإن المشف أنما يصير مضيئا بحضور الشىء الذى هو من شأنه أن يفيد الضياء أو أن يكون متلونا كما يصير الإنسان يمنة لغيره بإضافة الواقف عن يساره، والدليل على أن ذلك كذلك: كما أن الإنسان الذى هو فى يمنة يزول عنه أن يكون يمنة عند انتقال الإنسان الذى كان يسارا وبذاته هوغير متحرك كذلك أيضا المشف يزول عنه الضوء عند انتقال الذى يفيد الضياء
وعلى ذلك المثال يزول عن الجسم الذى من شأنه أن يرى أن يكون كذلك من غير قبول فى تغيره شيئا من الانفعالات بل إنما يصير كذلك إذا حدثت له الاستحالة التى يظن بها أنها استحالة على طريق الإضافة
ويشبة أن يكون الضوء والألوان تحدث فى المشف كما يحدث الظل بضرب من الضروب، وذلك أن الظل كما أنه يحدث فى الأشياء التى تظلم عند حضور الجسم الذى من شأنه أن يحدث ظلا كذلك الضوء والألوان تحدث دفعة وتنفذ فى الهواء بمقدار البعد الذى بين البصر والمبصرات بمنزلة الظل
পৃষ্ঠা ১৫১