وذلك أن القوة الالهية التى سميناها أيضا الطبيعة وتقوم الأشياء التى توجد فيها وتصوغها بنسبة ما ونظام، من غير أن يكون ذلك منها عن روية فيها. وذلك أنه ليس الطبيعة لكل واحد من الأشياء التى نفعلها من حيث تروى فيه وتتأمله بالفكر، من قبل أن الطبيعة قوة غير ناطقة، لاكن من 〈حيث هى〉 قبل وجوده وبهذا النحو هو متفق له عن الحيوان والجسم الالهى الذى هو والد لمبدئه. وذلك أنه لما كان الوجود له عن ذلك الجسم وكان شىء يجرى وينبعث عنه، صار بحسب مناسبته لذلك الجسم من شأنه أن يكون فاعلا لكل حركة ذات نظام وصار فعله لذلك بأعداد ونسب محدودة.
فانه غير جائز أن يكون مولودات الحيوانات المائتة تظهر فى أفعالها وحركاتها أمارات وعلامات على جنسها ويكون المتولد عن الآلهة غير حافظ فى الأشياء التى يوجد فيها حسن النظام الذى هو من الالهية.
পৃষ্ঠা ৭৯