قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}[البقرة:153] قال: إن العبد إما أن يكون في نعمة فيشكر عليها أو في نقمة فيصبر عليها، كما جاء في الحديث ((عجبا للمؤمن لا يقضي الله قضاء إلا كان خيرا له، إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له)).
وبين تعالى أن أجود مايستعان به على تحمل المصائب الصبر والصلاة، كما في قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}[البقرة:45] وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا حزبه أمر صلى.
والصبر صبران فصبر على ترك المحارم والمآثم، وصبر على فعل الطاعات والقربات، والثاني أكثر ثوابا لأنه المقصود، وأما الصبر الثالث وهو الصبر على المصائب والنوائب فذاك أيضا واجب كالاستغفار من المعائب، كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الصبر في بابين، الصبر لله بما أحب وإن ثقل على الأنفس والأبدان، والصبر لله عما كره وإن نازعت إليه الأهواء، فمن كان هكذا فهو من الصابرين الذين يسلم عليهم إن شاء الله.
وقال علي بن الحسين زين العابدين: إذا جمع الله الأولين والآخرين ينادي مناد أين الصابرون ليدخلوا الجنة قبل الحساب ؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين يا بني آدم؟
فيقولون: إلى الجنة، فيقولون: قبل الحساب؟ قالوا: نعم.
قالوا: ومن أنتم؟ قالوا: نحن الصابرون.
قالوا: وما كان صبركم؟
পৃষ্ঠা ৩৩