قلت: بل يقظان رامق أرمقك بعيني يا أمير المؤمنين، فقال يانوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، الذين اتخذوا أرض الله بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، واتخذوا القرآن شعارا، ثم قرضوا الدنيا قرضا على منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي حلية الأولياء: عن أبي الجلد قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام ((إذا ذكرتني فاذكرني وأنت تنتفض أعضاؤك وكن عند ذكري خاشعا مطمئنا، وإذا ذكرتني فاجعل لسانك من وراء قلبك، وإذا قمت بين يدي فقم مقام العبد الحقير الذليل وذم نفسك، فهي أولى بالذم، وناجني حيث تناجيني بقلب وجل ولسان صادق)).
وقال حاتم الأصم: ثلاثة دواء ثلاثة، قيام الليل دواء قسوة القلب، والصدقة دواء الحرص، وأعمال النوافل دواء المعاصي.
وعن ابن سيرين: لو خيرت بين الجنة وبين ركعتين لاخترت الركعتين؛ لأن فيهما محبة الله ورضاه وفي الجنة محبة النفس ورضاها.
وعن هشام، عن الحسن قال: أدركت والذي نفسي بيده أقواما ما أمر أحدهم أهله بصنعة طعام قط فإن قرب إليه شيء أكله وإلا سكت لايبالي أحار أو بارد، وما افترش أحدهم بينه وبين الأرض فراشا قط، وإنما يتوسد يده فيهجع من الليل ثم يقوم فيبيت ليلته قائما راكعا وساجدا يرغب في فك رقبته من النار.
وعن علي بن الحسين زين العابدين إن لله تعالى في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظة يلحظ بها إلى أهل الأرض، فمن أدركته تلك اللحظة صرف الله عنه شر الدنيا وشر الآخرة وأعطاه الله خير الدنيا وخيرالآخرة.
পৃষ্ঠা ৩২