قال قلت: «يا عدتي عند كربتي، ويا صاحبي عند شدتي، ويا ولي نعمتي، ويا إلهي وإله آبائي ابراهيم وإسحاق ويعقوب، ارزقني مودته واصرف عني أذاه»، ففعل ربي عز وجل. وقيل له وهو متوار: قتل الحجاج سعيد بن جبير «1» فقال:
«لعن الله الفاسق بن يوسف، والله لو أن أهل المشرق والمغرب اجتمعوا على قتل سعيد لأدخلهم الله النار»، وعنه أربع خصال فى معاوية «2». لو لم تكن فيه إلا واحده لكانت موبقة: خروجه على هذه الامة بالسفهاء، حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم، واستخلافه يزيد، وهو سكير خمير يلبس الحرير، ويضرب بالطنانير، وادعاؤه زيادا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الولد للفراش وللعاهر الحجر». وقتله حجر بن عدى. فيا له؟؟؟ حجر وأصحاب حجر، فان قلت: فقد روى أيوب أتيت الحسن فكلمته في القدر فكف عن ذلك. قد روى أنه خوفه بالسلطان فكف عن الحوض فيه، وذلك لا يقتضي مخالفة ما قدمنا. وقد روي عن حميد قال: وددت أنه قسم علينا عزم، وأن الحسن لم يتكلم بما تكلم به، يعني في القدر.
وكان الحسن في زمانه، عظيم الحذر من بني أمية، وربما يتقي فيظن به ما ظنوا، وكان الحسن أخذ المذهب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لقيت ثلاثمائة من الصحابة منهم سبعون بدريا.
পৃষ্ঠা ২৯