الحركة إذن في رأي المعتزلة كون، بمعنى «أرسطو» القائل، بأن الكون هو تحول جوهر أدنى إلى جوهر أعلى.
أين توجد الحركة: يقول العلاف والجبائي، وابنه أبو هاشم إن الحركة تحصل في الجسم، وهو في المكان الثاني، لأنها أول كون في المكان الثاني «1».
ويضيف أبو الهذيل العلاف قائلا: إنه لا بد للحركة من مكانين وزمانين، ولا بد للسكون من زمانين.
كيف تحل الحركة في الجسم:
ويقول العلاف: حركة الجسم جائزة، بحركة تحل في بعض أجزائه.
ويقول الجبائي: الجسم إذا تحرك، ففيه من الحركات، بعدد أجزاء المتحرك، في كل جزء حركة «2».
والمعروف، أن الجبائي يعترف ببعض الصفات للجزء الذي لا يتجزأ.
بينما العلاف وباقي المعتزلة، عروا الجزء من كل صفة، إلا من صفة المماسة، وهي الصفة التي بها يجامع الجزء أجزاء أخرى، ليكون الجسم.
فكل من العلاف والجبائي وباقي المعتزلة يحافظ على تعريفه للجسم، وعلى نظريته في الجزء، ويطبق عليها كل ما يتعلق بالحركة.
فحسب رأي العلاف، يكفي أن تحل الحركة في جزء من أجزاء الجسم، حتى يكون الجسم متحركا، وذلك بفضل المماسة الموجودة بين جميع أجزائه.
تلك كانت أهم المسائل الفلسفية، التي خاض فيها فلاسفة المعتزلة، ومتكلموهم. وتتميز هذه المسائل بطابعين أساسيين، كما تناولها المعتزلة:
الطابع الأول: أن هذه المسائل، دارت واستمرت وانتهت في نطاق المسألة الأولى لهم وهي التوحيد.
পৃষ্ঠা ১৪৬