هل الله مكلف بفعل الأصلح؟ يقول المعتزلة: الله مكلف بفعل الأصلح، وأن الله سبحانه، لا يوصف بالقدرة على ترك الأصلح من الأفعال إلى ما ليس بأصلح.
التفاؤل عند المعتزلة: إن الله عز وجل ليس في قوته، أحسن مما فعل بنا، وأن هذا الذي فعل، هو منتهى طاقته، وآخر قدرته، التى لا يمكنه ولا يقدر على أكثر، والله لا يقر أن يفعل بعباده، خلاف ما فيه صلاحهم.
فإذا كل ما يحصل في الدنيا وفي الآخرة، هو أصلح ما يمكن للعباد. وهذه نتيجة منطقية، لنفي جميع الصفات عن الله، وردها إلى الذات، والذات غاية الكمال، لا يعترضها أي عجز أو نقص، لذلك يلزم أن تكون ما تعلمه كاملا.
مصدر الفكرة السابقة: فكرة التفاؤل التي قال بها النظام، تأثر فيها بقدماء الفلاسفة، ويقول البغدادي: إن النظام تأثر بالمنانية القائلين، إن إله الخير، لا يمكنه أن يفعل إلا الخير، ولا يمكنه أن يفعل الشر، لأن الشر لا يصدر إلا عن إله الشر، ولكن من ناحية أخرى، فلقد رد النظام على المنانية قولها بالاثنين: إله الخير، وإله الشر.
وبهذا تكون المعتزلة قد بحثت أقوال قدماء الفلاسفة، وأقوال المنانية، واستخلصت منها قولا ، يتفق وكمال الله تعالى، وجاء قولها نمقا أيضا وفكرة المسيحيين في الألم، كطريق لخير أعظم. تقول المعتزلة: «إن الله لا يفعل إلا الأصلح، وأن قدرته لا تأتي إلا بما هو كمال»
هناك نقطتان لهما أهمية كبرى وهما: التوفيق بين قدرة الله تعالى، وحرية الاختيار عند الانسان.
ومن جهة أخرى: مسألة الظلم: هل يمكن أن يفعله أم لا يمكن؟ والله تعالى مع قدرته على فعل الظلم، لا يفعله، لأن العدل من أخص صفاته.
والانسان عند المعتزلة، يصبح بمحض إرادته مطيعا أو كافرا، ولا قدرة له في ذلك. وهذا يتفق تماما مع حكمة التكليف.
الحكمة في أعمال الله: يفعل الله تعالى لا لينتفع، وإنما لينفع غيره، ولما كان الله في غاية الحكمة، فهو لا يفعل إلا الأصلح.
وأصل التخليق والتكليف، عند معتزلة البصرة، صلاح، والجزء صلاح.
وفي الطبيعة: الشيء نفسه بالنسبة للأخلاق، فاتلاف الله للزرع صلاح، لأن فيه اختبارا للصبر على المكاره.
পৃষ্ঠা ১১৪