وان كان أستاذنا الدكتور النشار، لا يرى أن المذهب المعتزلي أقرب إلى روح الاسلام، ويرى أن الأشعرية هي آخر ما وصل إليه العقل الاسلامى الناطق بالكتاب والسنة، المعبر عنها في أصالة وقوة «1». فان هذه العبارات، لم يخرج بها أستاذنا المذهب المعتزلي عن روح الاسلام، وانما قرب مذهبا اكثر صلة منه بالاسلام في رأيه.
ولقد انفق المعتزلة في آرائهم، وعلى أصولهم الخمسة وهى: التوحيد، والعدل، ولهذين الأصلين ترد الاصول الخمسة، ثم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والمنزلة بين المنزلتين، والوعد والوعيد، ولقد ظهر الاعتزال أول ما ظهر بالبصرة ثم ببغداد.
اتفاق المعتزلة:
يجمع المعتزلة على المسائل الآتية:
1 - نفي صفات الباري تعالى: وهدفهم من وراء ذلك التوحيد المطلق.
2 - كلام الله مخلوق: وهدفهم من وراء ذلك التنزيه المطلق.
3 - أن أفعال العباد مخلوقة لهم، وأفعال الحيوانات خارجة عن قدرة الله بمعنى فعلها وليس بمعنى خلقها أو تقديرها فالانسان حر، ويتبع ذلك مسئوليته عن كل ما يفعل، ليحق حسابه.
4 - حال الفاسق منزلة بين المنزلتين، وذلك إلى أن يتوب.
5 - وجوب كثير من الأشياء على العبد، من غير أن يكون من أمر الله تعالى فيه أمر، مثل: النظر، والاستدلال، وشكر المنعم. لوقوعها في مقدور المخلوق باقدار الخالق تعالى.
6 - إنكار مفاخر زائدة لرسول الله زائدة على الأنبياء: كالشفاعة والمعراج.
ولقد تفرعت مدرسة المعتزلة فرعين هما:
فرع بغداد، وفرع البصرة. ونحن نورد على الصفحتين التاليتين جدولين يبينان بالتفصيل تلاميذ كل فرع وشيوخه.
পৃষ্ঠা ১০৫