وقسم اتفق النحويون على جواز بنائه للمفعول، وهو ما بقي من الأفعال المتصرفة، وهو الكثير الغالب1.
وثمة أفعال جاءت عن العرب ملازمة للبناء للمجهول، كقولهم: عنيت بحاجتك ونفست المرأة، ونتجت، ودهش، وأولع، أو غلب عليها البناء للمجهول فقد تستعمل بصيغة ما سمي فاعله (المبنى للمعلوم) مثل: زهيت علينا، حكي فيه: زها يزهو2.
و ((المنهل المأهول)) - كتابنا هذا - يحوي بين دفتيه ما جمعه مؤلفه ابن ظهيرة من هذا النوع من الأفعال الملازمة للبناء للمجهول أو الذي غلب عليه الاستعمال مبنيا للمجهول، وفي هذا يقول المؤلف في مقدمته: "فإن للعرب ألفاظا نطقوا بها بالبناء للمجهول، وإن كانت بمعنى الفاعل لا المفعول، فتارة لا يعبرون عن معنى تلك الألفاظ إلابهذا البناء المذكور، وتارة يعبرون عنه بهذا البناء وبغيره، ويكون أحدهما المشهور"3.
فأراد المؤلف أن يجمع ما توفر عليه من هذه الأفعال التي لم تجمع في كتاب مستقل بها قبله، وهو في ذلك يقول: "ولم أعلم أحدا تصدى لجمع هذه الألفاظ من السلف والخلف، ولا أفرد لها مؤلفا يعتمد عليه من وقف"4.
وأتى على قدر وافر من هذه الأفعال الملازمة للبناء تجاوز عددها المائتين
পৃষ্ঠা ৪০৭