============================================================
الحسنة والسيئة، لفظ عام في كل ما يحسن ويسوء، وذكر المسيء إشارة إلى أن بأدق وقوع الخير تقع المساءة بنفوس هؤلاء المبغضينا و ذكر في السيئة بلفظ الإصابة، وهي عبارة عن التمكن، فلا يفرحون إلا بتمكن الأذى من المؤمنين.
فدل هذا المترع البليغ على هذه العداوة إذ هو حق لا يذهب عند الشدائد بل يفرحون [16/أ] بترول الشدائد بالمؤمنين، ولما قرر هذا الحال هؤلاء المذكورين وأوجبت الآية أن تعتقدهم المؤمنون بهذه الصفة.
وجاء قوله تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا) (1) كفرو تسلية للمؤمنين وتقوية لنفوسهم. {والله بما يعملون محيط) وعيد، والمعنى محيط جزاؤه وعقابه بالقدرة والسلطان.
قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين وا يردو وكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين) (3) تحذير منهم وحض وعلى عدم الإصغاء إليهم والاعتماد على ما يقولونه ومباعدقهم عز وجل: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترو ) ويريدون أن تضلوا السبيل والله أعلم بأعدائكم وكفى [الضلالة(4) بالله نصيرا) (5).
وكفى ها هنا رؤية القلب، وهي علم بالشيء ، وقال قوم معناه الرؤية آخرون: ألم تخبر، وهذا كله متقارب ، والمراد بالذين: اليهود تحلم، و (1) سورة آل عمران (الآية: 120) .
(2) سورة آل عمران (الآية: 120) .
(3) سورة آل عمران (الآية: 149) .
(4) ما بين المعقوفين سقط من المخطوط.
(5) سورة النساء (الآية: 44 ، 45) .
পৃষ্ঠা ৪২