وقلت لعيني في المنازل عبرة ... من الشوق لم تملك بصبر فتردد
وقال أيضًا:
سألت الغوادي ملحفًا في سؤالها ... وناشدتها في سقى برقة ثهمد
منازل ما أبقى البلى من عراصها ... سوى أرسم معفوة الآى همد
وقال آخر:
تزافر صحبي يوم ذي الأثل زفرة ... تذوب قلوب من لظاها وأضلع
منازل لم تسلم عليهن مقلة ... ولا جم بعد البين فيهن مدمع
فدمع على رسم الديار مفرق ... وقلب على أهل الديار مروع
وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:
يا سند الظاعنين من أحد ... حييت من منزل ومن سند
ما إن بمثواك غير راكدة ... سفع وهاب كالفرخ ملتبد
استبدلت بالظباء والبقر العي ... ن خلاف العقائل الخرد
فساخط أنت أم رضيت بما اس ... تبدلت بالحي بعدهم فقد
بدلت غير الرضا وشط بهم عن ... ك صروف المنون والأبد
وقال الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضوان الله عليهم -:
أعلى العهد منزل بالجناب ... كان فيه متى أردت طلابي؟!
المغاني تلك المغاني فهل في ... هن ما قد عهدت من إطرابي؟
ليست الدار بعد أن توحش الد ... ار نوى غير جندل وتراب
فإذا لم يعد حنيني على الدا ... ر حبيبًا فليس يغني انتحابي
وقال الشريف نظام الملك أبو الحسن على الفاطمي، أحد شعراء الدولة بمصر - إذ أنا بها - ويعرف بالأخفش:
أحبابنا لم تذق عيناي مذ بعدت ... عني منازلكم غمضًا ولا وسنا
ولا وجدت لقلبي من يسر به ... ولم تر العين شيئًا بعدكم حسنا
وقال البكاء - واسمه أرطاة بن كعب (جاهلي):
لمن المنازل قد عفون سنينا ... أقفرن بعد تحدد وبلينا
بقنان ودعة والبقيل تغيرت ... بعدي تحن بها الرياح حنينا
وبدارة السلم التي شوقتها ... دمن يظل حمامها يبكينا
ما كنت أول من تفرق شمله ... ورأى الغداة من الفراق يقينا
وقال الرماح بن ميادة، وميادة أمه سندية، وأبوه الأبرد بن ثوبان بن سراقة بن سلمى، ابن ظالم:
منازل أما أهلها فتحملوا ... فساروا، وأما خيمها فمقيم
كأني بها لما عرفت رسومها ... ثقيل لدى أيدي الرقاة سليم
ولم تر عيني مربعًا مثل مربع ... بذي العش لو أن النعيم يدوم
وقال عباس بن كبير بن جابر بن عمرو بن غيظ بن السبد:
سقى الصفرات العفر حول تبالة ... إلى رحب بالوشم غيث مطبق
منازل من حيي ذؤيب بن مازن ... وغيظ وكعب قبل أن يتفرقوا
عصائب في بر البلاد وبحرها ... فمنهم شآم غائر ومشرق
ديار من الحي الذين رماحهم ... معاقل في الهيجا وبالوتر تسبق
عظام مقاريهم جماع فدورهم ... يد الدهر تنتاب النهار وتطرق
بهم تتقى الحرب العوان وفيهم ... حفاظ على جل الأمور ومصدق
عن سنان بن يزيد الديلمي قال: كنت مع مولاي جرير بن سهم التيمي، وهو يسير أمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضوان الله عليه - إلى الشام، فلم انتهى إلى مدائن كسرى، وقف مولاي ينظر، ثم تمثل:
جرت الرياح على محل ديارهم ... فكأنما كانوا على ميعاد
الأبيات التي تقدمت للأسود بن يعفر، فقال له علي - رضوان الله عليه -: أي شيء قلت؟ فأنشده الشعر، فقال: هلا قلت: "كم تركوا من جنات وعيون" ثم قال: يا ابن أخي إن هؤلاء كفروا النعم، فحلت بهم النقم، فإياكم وكفر النعم، فتحل بكم النقم.
وقال الشريف البياضي:
مالي أعلل نفسي بالوقوف على ... منازل أقفرت منكم وأطلال؟!
وأبتغي البرء منها وهي بالية ... هيهات! كيف يداوي باليًا بال؟!
وقال آخر:
يذكرني لمع البروق منازلي ... بنجدٍ وأهليها، فأضنى بها وجدا
وهذي النوى حكم من الله نازل ... وما كنت ممن يستطيع له ردا
وقال الأقرع بن معاذ:
حي المنازل بين حمة فاللوى ... إن كنت مشتغلًا بهن عميدا
يا برق حمة ما فعلت على البلى ... لا زلت يصحبك الغمام سديدا
فلئن بكيت لأبكين صبابة ... ولئن صبرت لأصبرن جليدا
1 / 5