[فضائل الأعمال]
فلم أر مما أتاه الله العبد شيئا أفضل من التقوى، ولا أنجعفي العقبى من السلو عن الدنيا، وبيع ما يزول بما يبقى، ورأيت خير ما ينشأ مع المرء العقل المولود، والمذهب المحمود، والفهم العتيد، وكمح النفس عن الشهوات، وقصرها عما تدعو إليه من المهلكات.
يا بني فمن ظفر بهذه الخصال ثم عرف فضلها، وسلك بنفسه سبيلها، فاز بالظفر، وأمن من الغير، ولم يكثر على الفائت تأسفه، وقل عند النوازل تأففه، وأبصر ما بين يديه، ولم تنكصه الشبهات على عقبيه، ومنلم يقده الفهم إلى العقل، زل في شبهات الجهل، ومن لم يلطف النظر في غوامض الأفطان، كاد أن يدهمه الجديدان، ومن كثرت حيرته، ملكته شهوته، وأردته غرته، ونظره عدوه بعين الاستقلال، واستزراه في جميع الأحوال.
পৃষ্ঠা ১৮৫