[صفات العالم الرباني]
واطلعت على ذلك بخصال أوتيتها، وأخر تجنبتها، فأما اللواتي أوتيت فذكاة الفطنة، وقلة المشآحة في المحنة، والاصغآء لأهل الإفتنان، والقبول من ذوي الأسنان، وكثرة الاقتباس من أولي الحكم والأذهان، والزهادة في الزائل الفان، وصحة الناحية، وتكافئ السريرة والعلانية، وسلامة القلب، وحضور اللب، فافهموا يا بني.
وأما اللواتي اجتنبتها، فمهازلة الحمقاء، ومشاحنة الأدباء، وترك ما تشره إليه النفس من عرض الدنيا، والمكاثرة والحقد، والظغن والحسد، والاسترزاء للحر والعبد، والمماكسة فيما يكسب الحمد.
يا بني فبعض هذه الخصال طبعت عليه بالتركيب، وبعضها استعنت عليه بقبول تأديب الأديب، والتمثل بالأريب اللبيب، مع رغبة حداني عليها طلب الازدياد، مما أرجو به النجاة في المعاد، والزلفة يوم التناد .
পৃষ্ঠা ১৮৪