يا بني: عليك بالحلم فإنه ليس يسمى الرجل حليما حتى يملك نفسه عند الغضب، ولا جوادا حتى يفيد إذا ازلأم الأزب. وإنما يوصف بالنجدة، من باشر أهل البأس والشدة. وللمحاسن والمحامد بوآد معتمدة، تطلع إليها الأفئده، ثم يبذل فيها الغالي من الأثمان، وتنضا بها العيس إلى جميع البلدان، فمن سره أن يشهر بالجميل والاحسان، فليشهد التي منها يتناقلان، ثم ليظهر منهما ما يسير به في الآفاق خبره، ويعظم به في الناس خطره، ثم ليقوم من نفسه بحسن التعاهد أودها، وليأخذ منها لها ما يزين به غدها، فإن الأخلاق إذا سمحت، والعلانية والسريره إذا صحت، كانت غنائم يرتحل إليها المرتحلون، وأحاديث حسنة ينقلها الناقلون، وتبجيلا لصاحبها في العالمين، وغبطة يغتبط بها يوم الدين.
পৃষ্ঠা ১৯৫