وقال تعالى: ?يآأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن?[الممتحنة: 10] فسماهن مؤمنات بالتصديق، وسألهن إيمانا بالعمل.
والعمل حقيقة الإيمان، قال الله تعالى: ?يآأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم?[الممتحنة: 12].
فسل أهل البدع والباطل لو أن امرأة منهن قالت: يا رسول الله أشهد أن هذا الذي تبايعني عليه حق من الله تعالى، غير أني لا أصبر عن الزنا والسرقة، أكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبايعها، ويستغفر لها؟! أكانت تنزل منزلة المؤمنات؟! فيحق على نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم الاستغفار لها.
وسلهم عن امرأة بايعت وأقرت بما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم ذهبت في السر فزنت، وقتلت ولدها، ثم ماتت في نفاسها ذلك، فبلغ نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم أنها فعلته، أكانت ممن أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يستغفر لها، فقال: ?واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات?[محمد: 19]؟!
فإن قالوا: قد ثبت لها الاستغفار. قيل لهم: فلوا أن رجلا قتل نفسا مؤمنة خطأ وقد فرض الله تعالى عليه الدية، وتحرير رقبة مؤمنة، فدل على امرأة يشتريها ليعتقها، فوجدها قد زنت وقتلت ولدها فجاء يستفتيكم: تجوز عنه برقبة مؤمنة، التي أوجب الله تعالى عليه أم لا؟ فإن قالوا: لا تجوز برقبة مؤمنة. كان لهم دينان: دين في السر، ودين في العلانية.
পৃষ্ঠা ৩৫