[أقسام الفاعلين]
فالفاعل الأول: هو الله الخالق الباريء المصور المبديء المعيد، الفعال لما يريد، وفعله هو جميع أصول العالم وفروعه، التي لا خالق لها إلا هو سبحانه، خلافا لمن أنكر ذلك من فرق الملحدين.
والفاعل الثاني: هو كل حي قادر عالم عاقل متمكن بما ركب الله له وفيه من القدرة، ومن آلة الحركة والسكون على تصريف حركته وسكونه فيما يختاره من فعل واجب أو مستحب أو محظور أو مكروه أو مباح، خلافا للمجبرة.
والفاعل الثالث: هو كل عاقل مكره على فعل أو مسخور من المماليك وغيرهم.
والفاعل الرابع: هو كل حي غير عاقل، وذلك لأن جميع أصناف
الحيوانات التي ليست بعاقلة لا توصف بأنها مختارة، وإن كان بعضها ملهما للتمييز بين ما ينفع ويضر، وهذا التقسيم للفاعلين مخالف لمذهب المجبرة؛ لأن كل فاعل من الخلق مجبور بزعمهم على فعله.
[ذكر صفة العلة عند القائلين بها]
وأما العلة: فصفتها عند القائلين بها أنها بخلاف جميع ما تقدم
ذكره من أوصاف الفاعلين؛ لأن وجود معلولها يجب أن يكون مقارنا لوجودها، قالوا: وتقدمها عليه تقدم بالرتبة لا بالزمان، وليس لها إلا معلول واحد.
[أقسام العلل]
واعلم أن العلل تنقسم على خمسة أضرب:
পৃষ্ঠা ৩৯