[ الردة ]
اعلم أيدك الله وهداك وحاطك وتولاك: أن الردة لا تكون إلا بعد الإسلام؛ لأن الكافر الأصلي لا يكون مرتدا، فإذا قد تقرر هذا الأصل فاعلم أن أول ردة كانت في الإسلام ردة مسيلمة بن حبيب بن قيس بن حبيب، وردة ذي الخمار المكنى عبهلة، والملقب الأسود، والمسمى كعب العنسي الخارج من حرف خبان، المستشري أمره في اليمن استشراء النار في الحطب، حتى ملك من قعر عدن إلى حلي، ومن خبان إلى نجران، وكان كل واحد منهما يدعي النبوة .
فأما مسيلمة فادعى الشركة في الأمر مع النبي، وهو معترف بصحة ما جاء به محمد من عند ربه. هذه حاله في أول أمره، ثم تبعتها [بعد ذلك] الردة فطبقت عامة جزيرة العرب، فقام طليحة في نجد في الحليفتين: أسد وغطفان وطي، وقامت هوازن على قادتها، وتميم في نتاجها؛ وأكثر جهاتها، وارتدت ربيعة ومن حالفها من قيس، ومن انظم إلى الغرور والحطم من تلك القبائل، وارتدت عمان مع لقيط بن مالك الأزدي الذي كان يقال له: ذو التاج، وكذلك مهرة وكندة بحضرموت، وسليم على قرب دارها.
পৃষ্ঠা ২৯