فهل رأيت أيها السامع، أعجب ممن ينكر سبي أهل المصانع، الخبثاء من كل جانب، المرتدين بكل وجه يوجب الردة مع العلم بهذه الأحوال، والذي ينتهي إليه علمي أني أشهد أن كندة على هذه الصورة التي قدمنا أقرب إلى الله تعالى وإلى الإسلام والمسلمين، وأشرف نفوسا وأفعالا من أهل المصانع ومن انضاف إليهم؛ فأين العقول السليمة، والأفكار الصحيحة؛ وإذا لم تجدد أحكام شرع محمد فمن يجدده، ومن ذا الذي يطلع بهذا الشأن، ويوضح هذا البرهان ولو كان ما جهلته العامة من الأحكام، اطرحته الأئمة عليهم السلام ، لكانت رسوم الدين اليوم عافية، وقواعده -والعياذ بالله من ذلك- واهية، ولولم نستدل في حال الردة وجواز سبي المرتدين إلا بفعل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام لكان كافيا، وإن كان الإجماع آكد الدلالة، وتواتر الدلالة أنفى للريب من القلوب.
পৃষ্ঠা ৬১