[ ردة المهرة ]
وأما ردة مهرة فإنها كانت على رئيس لهم يقال له: سحريب من بني سمخراه، وعلى المصبح أحد بني مجاب ومعه جل الجمع، وكان كل واحد منهما يريد أن يكون الآمر والمظفر بما أرادوا من علو الكفر على يديه، والله متم نوره ولو كره الكافرون، أحدهما كان (بجيروت) والآخر (بالنجد) فدعا عكرمة (سحريب) وكان في أقل الجمع فدعاه عكرمة إلى الرجوع إلى الدين والنزوع عن الكفر فأجابه بأول الدعاء، ودعى المصبح فاغتر بكثرة من اجتمع إليه، وقد ملأوا تلك القيعان والرحاب بأرض مهرة فأبى أشد الإباء، فناهدهم المسلمون للأشعث إلى عكرمة بأمان فأبلغه عكرمة المهاجر واستأمنه على نفسه، ونفر معه تسعة على أن يؤمنهم وأهليهم فأجابهم إلى ذلك على أن يفتحوا لهم الباب، ففتحوا الباب واقتحمه المسلمون فوفوا للتسعة المعينين وقتلوا جميع من فيه من ذكر حالم مدافعة، وصبرا، وجمعوا السبي ألف رأس غلام وجارية، فأنفذوا الخمس إلى أبي بكر، وقسموا الأربعة الأخماس في جيش المسلمين، فلما اطمأنت بالأشعث الدار بعد تمصير الكوفة والمدة الطويلة استأذن في فداء نسوة من نسوته، فكان يسير في الكوفة في القبائل وهو يسأل عن رباب وعقاب وغراب وكلب وذياب، فلما وقف على بني نهد قال: ما مسألتك عن هؤلاء النفر؟ قال: إن نساءنا اختطفن يوم البحير، فأخذهن الذئاب، والعقبان، والغربان، والكلاب، والذئاب، فوجدوا غرابا في بني عطيف.
পৃষ্ঠা ৬০