وقد ذكر ذلك في تصانيف عدة منها: كتاب (العمدة) وهاهو اليوم موجود بين أظهرنا يشهد بما قلنا.
ومن ذلك أيضا ما كان من حديث بني ناجية وهم كانوا ينتسبون إلى سامة بن لؤي، وجاءوا إلى عمر ليلحقهم بقريش فكره ذلك، وجاءوا إلى عثمان فألحقهم بقريش وجعل لهم مثل أعطيات قريش.
ولما تولى الأمر علي عليه السلام جاءوا إليه فقال: لهم إن سامة بن لؤي لم يخلف إلا ابنة، فإن كنتم أولادها فأنتم بنو أختنا، وإن زعمتم أنكم أولاده من رجل خلفه، فلا حقيقة لذلك الحقوا بفصيلتكم التي تؤويكم، فطعنوا عليه وخبثوا وتربصوا، وكانت عيونه عليهم راصدة، فجاءه عينه في بعض الأيام فلما أقبل قال له علي عليه السلام: آمنوا فعطنوا، أم خبثوا فطعنوا. قال: يا أمير المؤمنين، بل طعنوا فغلبوا -وحكى له خبر القوم، فدعا معقل بن قيس الرياحي فبعثه في أثر القوم فلحقهم فحاربهم وقهرهم وسباهم، وجاء بهم إلى العراق فاعترضه مصقلة بن هبيرة فشراهم بخمسمائة ألف درهم؛ نقد بعضها وهرب ببعضها، فقال علي عليه السلام: قبح الله مصقلة فعل فعال الأحرار، وهرب هرب العبيد؛ أما إنه لو أقام أخذنا ميسوره وانتظرنا بماله وفوره، وجاءوا إلى علي عليه السلام فقالوا: ردهم إلى الرق. فقال: لا سبيل إلى ذلك قد عتقوا ، وما لكم إلا مال صاحبكم، وقد قالت امرأة منهم:
سبانا معقل ولرب حي .... من الأحياء ضاحية سبينا
ولا قلنا بغير الله ربا .... ولا دنا المسيح ولا اعتدينا
وكان ظاهر القوم على الإسلام ورأسهم الخريت بن راشد، وعاب الناس على معقل سبيهم كما فعل أهل العصر فظنوا أن منع الصدقة ليس بكفر . فقال معقل بن قيس رحمه الله:
لعمري لئن عاب أهل العراق .... علي لسبيي بني ناجية
لأعيب من سبيهم كفرهم .... وكفى بسبيهم عالية
فقد قال قوم قسا معقل .... فقلت قلوبكم القاسية
পৃষ্ঠা ৫২