ونذكر هاهنا ما تحتمله هذه الرسالة على وجه التنبيه على سائر الآيات؛ فمن ذلك مما يتعلق بالخلق وأنه سبحانه المتولي [له] مع كماله وزيادته ونقصانه، وذكورة [وأنوثة] قوله تعالى: ?يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما?[الشورى:49، 50]، وقال سبحانه: ?شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن?[البقرة:185]، وقال تعالى: ?لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم?[الأنبياء:10] إلى غير ذلك مما ذم به من أنكر نزول القرآن، كقوله تعالى: ?وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير * إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور * تكاد تميز من الغيظ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير * وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير * فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير?[الملك:6-11]، وقال عز من قائل: ?واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون * قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون?[يس:13-15]، وقال تعالى: ?وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون * وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون?[الأنعام:91-92]، وقال تعالى في إعجاز القرآن: ?قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا?[الإسراء:88]، وقال سبحانه: ?أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون * فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين?[الطور:33،34]، وقال عز وجل: ?أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين * فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون?[هود:13-14]، وقال جل ثناؤه: ?وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين * فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين?[البقرة:23-24]، وقال تعالى: ?أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين، بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين?[يونس:38-39].
وأما أنه كلامه تعالى وأنه مسموع فقد قال سبحانه: ?وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون?[التوبة:6]، وقال جل وعلا: ?أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون?[البقرة:75].
وأما أنه محدث، فقد قال عز من قائل: ?وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين?[الشعراء:5]، وقال سبحانه: ?ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون?[الأنبياء:2].
وأما أنه باق فقد قال جل وعلا: ?أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها?[محمد:24]، وقال سبحانه: ?أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا?[النساء:82] وجميع ذلك يدل على بقائه.
পৃষ্ঠা ৪৩